الاثنين، 24 نوفمبر 2008

لماذا لست "لا أدري"؟

لنتكلم عن اللاأدرية, وهي فترة هامه في حياتي إستغرقت ثمانية أشهر تقريباً, ولأختصر رأيي بشأن اللاأدرية أوجز في عدة نقاط:

1- اللاأدري يرفض الأديان وصورة الإله التي رسمتها, ولكنه يقبل فكرة الخالق, ولكن, من أين أتت فكرة الخالق من الأساس؟ أليست من الأديان التي رفضناها منذ قليل؟؟!!!

2- الإله هو القوى العظمى التي تخلق من العدم, العدم عكس الوجود, وعكس الوجود هو اللاموجود, إذا لا وجود للعدم, وبالتالي لا وجود لإله يخلق من العدم, إذاً فلابد للخالق من مادة يخلق منها, وبالتالي هو ليس إله, بل هو خالق مثله مثل الإنسان, وهنا تنتهي فكرة الإله والخالق ويتبقى أن يكون الكون برنامج كمبيوتر أو لعبة صنعها كائن في مكان ما, وتنتهي للأبد فكرة الألوهية والخلق!

3- اللاأدري يفترض وجود قوة أو وعي ما خلف الكون, وعندما تطالبه بالدليل يقول لك أثبت عكس كلامي, فتقول له كيف أثبت ماهو غير موجود؟! فيقول لك إذاً هو موجود طالما لا تستطيع أن تثبت وجوده! منطق معكوس وسفسطائي لا غاية منه سوى الجدل فيما لا ينفع ولا يضر.

4- اللاأدري رفض وجود الأديان بجناتها وجحيمها, بنعيمها وعذابها, بالإختبار الذي فيه الثواب والعقاب, بالملائكة والشياطين والقضاء والقدر, في النهاية, ما الذي يستفيده اللاأدري من وجود خالق من عدمه؟! سواء آمن به أو لم يؤمن في كل الأحوال لن يكون هناك حساب وعقاب أو جنة ونار, فما الهدف من الإيمان؟

أرجو أن أكون إختصرت وجهة نظري وأوضحتها تمام الوضوح......

تحياتي العطرة

http://el7ad.com/smf/index.php/topic,31644.15.html

الأحد، 2 نوفمبر 2008

أكاذيب إسلامية, الفطرة, التسامح, الاخلاق

يطل علينا كل صباح بوجهه البشوش ليتلو علينا آيات من الذكر الحكيم مفسرا اياها بتفسيرات المفسرين الكبار (ابن كثير-الطبري-القرطبي) اذا وافقت هواه, وإذا وجدها عميقة في التخريف والبشاعة والظلام فسرها بتفسيره الشخصي وله اجرين اذا اصاب واجر اذا اخطا.

وعند المساء يتحفنا الشيخ الاخر بمزايا الاسلام التي لم تتواجد قبله ولن توجد بعده, وهي المزايا التي يقول ان الله قد خص بها اهل الاسلام فقط دونا عن باقي الاديان والمعتقدات والمذاهب والطوائف الاخرى, وهو لعمري تخصيص غاية في الظلم والانحياز والعنصرية.

دوما وابدا, يصر علماء الاسلام ومفكرية ومنظرية ومعتنقيه ومؤيدية بثلاث مزايا تتكرر على اسماعنا بكرة واصيلا بلا ملل او كلل, وفي موضوعنا الحالي نتناول تلك المزايا بالتحليل والتفنيد علنا نفكر بمنظر جديد ونخرج من عباءة (قالوا-سمعنا-العاماء ورثة الانبياء-انتا يعني مين علشان تناقش علماء فاهمين الدين اكتر مني ومنك!), وبالتالي نسمح لعقولنا برحابه في التفكير اوسع وبمنطق جديد قد ينير بعض الجوانب المظلمه من عقولنا المقهورة بالدين وعلمائه, واليكم الآتي:

المزية الاولى:الاسلام دين الفطرة:

عندما يلقيها احدهم في وجهي لافحامي ولصد هجومي ولكسر شوكة منطقي ارد عليه بالسؤال الذي اشتهرت به فيما بعد, ماهو تعريفك للفطرة؟ كم هو سؤال بسيط وسهل وواضح, لكنه للاسف ليس كذلك لمن اسلموا عقولهم لغيرهم يتلاعبون بها كيفما شائوا دون وعي جمعي يفضح توجهاتهم اللااخلاقية.

ماذا عن الفطرة؟

الفطرة هي ما يحتاجه اي كائن حي ليبقيه على قيد الحياة, والتعريف الامثل للفطرة هي الغرائز الضرورية مثل الحاجه للطعام والشراب والجنس والنوم, ومن جهة اخرى هي الغرائز التي لا تحتاج لتعليم او نقل خبرات, فما علاقة الفطرة بدين الاسلام؟

اذا طبقنا التعريف السابق على الاسلام فسنقع في عدة اشكاليات, منها الاتي:

-هل يولد الانسان موحدا بالله مؤمنا بوجوده وايفاده الرسل والكتب الاديان؟

-هل يولد الانسان ميالا للزواج بارع وما ملكت ايمانه من عبيد وجواري وسبايا وسرائر؟

-هل يولد الانسان ولديه ميل فطري للصلاة والصوم والحج؟

-هل يتجه الانسان للقبله فطريا دون توجيه؟

-هل يولد الانسان بفطرة ان النيازك هي قذائف الهية لرجم الشياطين التي تسترق السمع وان الارض ممدودة ومسطحه وان الشمس تجري حول الارض؟


كل تلك الاشكاليات واكثر توضح لنا ان الاسلام لا علاقة له بالفطرة لا من قريب ولا من بعيد, هي فقط تدليسات واكاذيب وتلفيقات علماء الاسلام الذين يحاولون بشتى الطرق اثبات الوهية دينهم حتى لو على حساب عقولهم وعقول مستمعيهم, ولا ننسى ان الاصل في الاجتهاد (على لسان الشيخ يوسف البدري) هو النقل وليس العقل كما قالها واضحه صريحة في قناة الصفوة اثناء حواره مع المجتهد بحق الاستاذ اسلام البحيري.

المزية الثانية: التسامح:

الاسلام دين التسامح والمحبه والاخاء, على العين والراس كل هذا الكلام الرائع, ولكن اين الادله؟

ماهو تعريف التسامح اولا؟

التسامح هو ما يبديه القوي من عطف وسماح تجاه الاخر الضعيف, وهو ايضا القدرة على العفو عند المقدرة, كذلك هو عدم التشدد تجاه الاخر المختلف فكريا او عقائديا, فهل يا ترى يتسم الاسلام بكل ما سبق؟ هل ينظر للاخرين نظرة دونية (فيسمح) لهم ببعض الحقوق على اعتبار انها من شيم عطف القوي المتسامح على الضعيف؟

وهل لنا غير القران اوضح مثال على موقف الاسلام من التسامح؟

وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (البقرة 193)

تفسير إبن كثير :

ثم أمر الله تعالى" بقتال الكفار " حتى لا تكون فتنة" أي شرك" قاله ابن عباس وأبو العالية ومجاهد والحسن وقتادة والربيع ومقاتل بن حيان والسدي وزيد بن أسلم " ويكون الدين لله " أي يكون "دين الله هو الظاهر العالي على سائر الأديان" كما ثبت في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال : سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال" : " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " وفي الصحيحين " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله" " . وقوله " فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين " يقول تعالى فإن انتهوا عما هم فيه من الشرك وقتال المؤمنين فكفوا عنهم فإن من قاتلهم بعد ذلك فهو ظالم ولا عدوان إلا على الظالمين وهذا معنى قول مجاهد أن لا يقاتل إلا من قاتل أو يكون تقديره فإن انتهوا فقد تخلصوا من الظلم وهو الشرك فلا عدوان عليهم بعد ذلك والمراد بالعدوان هاهنا المعاقبة والمقاتلة كقوله " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " وقوله وجزاء سيئة سيئة مثلها " " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " ولهذا قال عكرمة وقتادة الظالم الذي أبى أن يقول لا إله إلا الله .

كما نرى في الآية وتفسيرها وما حواه التفسير من أحاديث تحث على الجهاد في سبيل الله (قتال الكفار) ولإعلاء الدين الإسلامي على غيره من الأديان, وفي نفس التفسير ينتقل إبن كثير من قتال الكفار لإنهاء الشرك إلى الدعوة لقتال من يقاتل المسلمين بعد إنهاء الشرك, أي أنه لا يدعو لقتال المسلمين, الأمر الذي يجعل إتجاه العنف دوماً ناحية غير المسلم حتى يعلن إسلامه فيعصم دمه وماله على المسلمين.

إذاً العنف هنا مبرر, عنف يستخدم القوة في سبيل نشر الفكرة التي لن تنتشر بالإقناع فقط, إنما وجب وجود قوة السلاح إلى جانبها كحافز مسرّع لنشرها ولحمايتها أيضاً ممن قد يعوقون مسيرتها إما من جانب الأديان الأخرى أو لتضارب المصالح, ولكن في نفس الوقت لا يمكن نفي أن العنف في النهاية تم إستخدامه برغم الإختلاف على الأسباب التي دعت إليه.

اما الآية الثانية فهي :

فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة 5)

تفسير إبن كثير :

وقوله " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " أي من الأرض وهذا عام والمشهور تخصيصه بتحريم القتال في الحرم بقوله " ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم " وقوله " وخذوهم " أي وأسروهم إن شئتم قتلا وإن شئتم أسر"ا وقوله " واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد " أي لا تكتفوا بمجرد وجدانكم لهم بل اقصدوهم بالحصار في معاقلهم وحصونهم والرصد في طرقهم ومسالكهم حتى تضيقوا عليهم الواسع وتضطروهم إلى القتل أو الإسلام" ولهذا قال " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم " ولهذا اعتمد الصديق رضي الله عنه في قتال مانعي الزكاة على هذه الآية الكريمة وأمثالها "حيث حرمت قتالهم بشرط هذه الأفعال وهي الدخول في الإسلام والقيام بأداء واجباته ونبه بأعلاها على أدناها فإن أشرف أركان الإسلام بعد الشهادتين الصلاة التي هي حق الله عز وجل وبعدها أداء الزكاة التي هي نفع متعد إلى الفقراء والمحاويج وهي أشرف الأفعال المتعلقة بالمخلوقين" ولهذا كثيرا ما يقرن الله بين الصلاة والزكاة وقد جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة " الحديث وقال أبو إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : أمرتم بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ومن لم يزك فلا صلاة له . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أبى الله أن يقبل الصلاة إلا بالزكاة وقال يرحم الله أبا بكر ما كان أفقهه . وقال الإمام أحمد : حدثنا علي بن إسحاق أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا حميد الطويل عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ; فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها ; لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم " ورواه البخاري في صحيحه وأهل السنن إلا ابن ماجه من حديث عبد الله بن المبارك به . وقال الإمام أبو جعفر بن جرير حدثنا عبد الأعلى بن واصل الأسدي حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده وعبادته لا يشرك به شيئا فارقها والله عنه راض " قال وقال أنس : هو دين الله الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربهم قبل هرج الأحاديث واختلاف الأهواء وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما أنزل قال الله تعالى " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم " قال : توبتهم خلع الأوثان وعبادة ربهم وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ثم قال في آية أخرى " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين " ورواه ابن مردويه ورواه محمد بن نصر المروذي في كتاب الصلاة له . حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا حكام بن سلمة حدثنا أبو جعفر الرازي به سواء وهذه الآية الكريمة هي آية السيف التي قال فيها الضحاك بن مزاحم أنها نسخت كل عهد بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أحد من المشركين وكل عقد وكل مدة وقال العوفي عن ابن عباس في هذه الآية : لم يبق لأحد من المشركين عهد ولا ذمة منذ نزلت براءة وانسلاخ الأشهر الحرم ومدة من كان له عهد من المشركين قبل أن تنزل براءة أربعة أشهر من يوم أذن ببراءة إلى عشر من أول شهر ربيع الآخر وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية قال : أمره الله تعالى أن يضع السيف فيمن عاهد إن لم يدخلوا في الإسلام ونقض ما كان سمي لهم من العقد والميثاق وأذهب الشرط الأول وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال : قال سفيان بن عيينة قال علي بن أبي طالب" : بعث النبي صلى الله عليه وسلم بأربعة أسياف سيف في المشركين من العرب قال الله تعالى " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " هكذا رواه مختصرا وأظن أن السيف الثاني هو قتال أهل الكتاب لقوله تعالى " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " " والسيف الثالث " قتال المنافقين في قوله " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين " الآية . " والرابع " قتال الباغين في قوله " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله " ثم اختلف المفسرون في آية السيف هذه فقال الضحاك والسدي هي منسوخة بقوله تعالى " فإما منا بعد وإما فداء " وقال قتادة بالعكس .

من التفسير السابق لإبن كثير يتضح لنا الكثير والكثير, قتال الكفار (من ليسوا على دين الإسلام أو من لا يطبقون فروضه) يعد ركيزة أساسية من ركائز الدين الإسلامي سواء في نشره أو الحفاظ عليه, وهو ما يحيلنا لمن ينفي على طول الطريق أي تهمه تثبت على الدين الإسلامي العنف, والأدلة عديدة, منها الآيات الواردة في التفسير السابق والأحاديث بل وحادثة حروب الردة التي إستند فيها أبو بكر الصديق للقرآن والسنه كمبرر لممارسة العنف والتصفية تجاه من توقفوا عن دفع الزكاة.

وإذا نظرنا لمبررات إستخدام العنف الإسلامي من منظورنا الإنساني في وقتنا الحاضر سنجد أنها بعيدة كل البعد عن مفهوم حرية الرأي والمعتقد والحق في حياة آمنه دون تهديد.

ولننتقل للآية الثالثة والأخيرة :

قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (التوبة 29)

تفسير إبن كثير :

وقوله تعالى " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " فهم في نفس الأمر لما كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم لم يبق لهم إيمان صحيح بأحد الرسل ولا بما جاءوا به وإنما يتبعون آراءهم وأهواءهم وآباءهم فيما هم فيه لا لأنه شرع الله ودينه لأنهم لو كانوا مؤمنين بما بأيديهم إيمانا صحيحا لقادهم ذلك إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم لأن جميع الأنبياء بشروا به وأمروا باتباعه فلما جاء كفروا به وهو أشرف الرسل علم أنهم ليسوا متمسكين بشرع الأنبياء الأقدمين لأنه من الله . بل لحظوظهم وأهوائهم فلهذا لا ينفعهم إيمانهم ببقية الأنبياء وقد كفروا بسيدهم وأفضلهم وخاتمهم وأكملهم . ولهذا قال " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب " وهذه الآية الكريمة أول الأمر "بقتال أهل الكتاب بعد ما تمهدت أمور المشركين ودخل الناس في دين الله أفواجا واستقامت جزيرة العرب أمر الله رسوله بقتال أهل الكتابين اليهود والنصارى" وكان ذلك في سنة تسع ولهذا تجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتال الروم ودعا الناس إلى ذلك وأظهره لهم وبعث إلى أحياء العرب حول المدينة فندبهم فأوعبوا معه واجتمع من المقاتلة نحو من ثلاثين ألفا وتخلف بعض الناس من أهل المدينة ومن حولها من المنافقين وغيرهم وكان ذلك في عام جدب ووقت قيظ وحر وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الشام لقتال الروم فبلغ تبوك فنزل بها وأقام بها قريبا من عشرين يوما ثم استخار الله في الرجوع فرجع عامه ذلك لضيق الحال وضعف الناس كما سيأتي بيانه بعد إن شاء الله تعالى . وقد استدل بهذه الآية الكريمة من يرى أنه لا تؤخذ الجزية إلا من أهل الكتاب أو من أشباههم كالمجوس كما صح فيهم الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر وهذا مذهب الشافعي وأحمد في المشهور عنه وقال أبو حنيفة رحمه الله" : بل تؤخذ من جميع الأعاجم سواء كانوا من أهل الكتاب أو من المشركين ولا تؤخذ من العرب إلا من أهل الكتاب . وقال الإمام مالك : بل يجوز أن تضرب الجزية على جميع الكفار من كتابي ومجوسي ووثني وغير ذلك ولمأخذ هذه المذاهب وذكر أدلتها مكان غير هذا والله أعلم . "وقوله " حتى يعطوا الجزية " أي إن لم يسلموا " عن يد " أي عن قهر لهم وغلبة " وهم صاغرون " أي ذليلون حقيرون مهانون فلهذا لا يجوز إعزاز أهل الذمة ولا رفعهم على المسلمين بل هم أذلاء صغرة أشقياء كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه " ولهذا اشترط عليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تلك الشروط المعروفة في إذلالهم وتصغيرهم وتحقيرهم وذلك مما رواه الأئمة الحفاظ من رواية عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال : كتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى من أهل الشام بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب منها ولا نحيي منها ما كان خططا للمسلمين وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل وأن ننزل من رأينا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم ولا نأوي في كنائسنا ولا منازلنا جاسوسا ولا نكتم غشا للمسلمين ولا نعلم أولادنا القرآن ولا نظهر شركا ولا ندعو إليه أحدا ولا نمنع أحدا من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه وأن نوقر المسلمين وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا الجلوس ولا نتشبه بهم في شيء من ملابسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا نتكلم بكلامهم ولا نكتني بكناهم ولا نركب السروج ولا نتقلد السيوف ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله معنا ولا ننقش خواتيمنا بالعربية ولا نبيع الخمور وأن نجز مقاديم رءوسنا وأن نلزم زينا حيثما كنا وأن نشد الزنانير على أوساطنا وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا وأن لا نظهر صلبنا ولا كتبنا في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم ولا نضرب نواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيفا وأن لا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء في حضرة المسلمين ولا نخرج شعانين ولا بعوثا ولا نرفع أصواتنا مع موتانا ولا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم ولا نجاورهم بموتانا ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين وأن نرشد المسلمين ولا نطلع عليهم في منازلهم . قال فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه ولا نضرب أحدا من المسلمين شرطنا لكم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا عليه الأمان فإن نحن خالفنا في شيء مما شرطناه لكم ووظفنا على أنفسنا فلا ذمة لنا وقد حل لكم منا ما يحل من أهل المعاندة والشقاق .

ومن الاحاديث الشريفة نأخذ الاتي:

رسول الرحمة لا يلعن ولا يدعو لقتل البشر ممن لم يتبعوه, ويحرم معتقداتهم أياً كانت :

حدثنا هارون بن سعيد الايلي، حدثنا ابن وهب، اخبرني يونس، ومالك، عن ابن شهاب، حدثني سعيد بن المسيب، ان ابا هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ قاتل الله اليهود اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ‏"‏ ‏. صحيح مسلم

وحدثني هارون بن سعيد الايلي، وحرملة بن يحيى، قال حرملة اخبرنا وقال، هارون حدثنا ابن وهب، اخبرني يونس، عن ابن شهاب، اخبرني عبيد الله بن عبد الله، ان عائشة، وعبد الله بن عباس، قالا لما نزلت برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فاذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك ‏"‏ لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ‏"‏ ‏.‏ يحذر مثل ما صنعوا ‏. صحيح مسلم

ومن آداب الحديث مع أصحاب المعتقدات الأخرى أن تصفهم بالسفهاء !!

حدثنا عبد الله بن رجاء، قال حدثنا اسرائيل، عن ابي اسحاق، عن البراء بن عازب ـ رضى الله عنهما ـ قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر او سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب ان يوجه الى الكعبة، فانزل الله ‏{‏قد نرى تقلب وجهك في السماء‏}‏ فتوجه نحو الكعبة، وقال السفهاء من الناس ـ وهم اليهود ـ ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ‏{‏قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم‏}‏ فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعد ما صلى، فمر على قوم من الانصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال هو يشهد انه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانه توجه نحو الكعبة‏.‏ فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة‏. صحيح البخاري

وبالطبع لا يوجد ما يمنع السخرية من معتقدات أصحاب ديانة سماوية على المنبر !

حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، قال سمعت الزهري، يقول اخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، سمع عمر ـ رضى الله عنه ـ يقول على المنبر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم، فانما انا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله. صحيح البخاري


من كل ما سبق يتضح لنا ان القران الذي هو المعبر عن الاسلام كدين, والمفسرين العظام الاوائل الاكثر فهما للاسلام كونهم الاقرب لوقت ظهوره لا يتسمون بالتسامح او المحبه او الاخاء كما يدعي شيوخ العصر الحاضر, الشيوخ الذين عاصروا ميثاق حقوق الانسان والهلال والصليب الاحمر ومنظمات حقوق الانسان والامم المتحدة والمواثيق والاعراف الدولية الحديثة, فقط يتفوهون بما هو كذب وافتراء حتى يخرجوا من مازق الحداثه والتنوير والتحضر الذي يواجه بكل قسوة عنف الاسلام وهجومه تجاه الاخر, فهل يا ترى ما سبق يعبر باي حال من الاحوال عن اكذوبة التسامح الكبيرة؟

المزية الثالثه: الاخلاق:

شيوخ الاسلام بارعين في ربط كل ماهو اخلاقي بالاسلام, ورمي الاخر بكافة الاتهامات التي تصفه باللاخاقية والانحلال والفسق والفجور فقط لانه لا يتبع الاسلام ويأبى ان يكون معياره الاخلاقي الاول, ولكن كيف نفرق بين ماهو اخلاقي وماهو غير اخلاقي بالمجمل حتى نصل للفرق بين الاسلام والاخلاق؟

المعيار الأول للأخلاق هو الضرر, والضرر يشمل كل ما يؤذي الآخر, وتجنب الإيذاء هو في حد ذاته خير, والإنحياز لأحترام حرية الآخر ومشاعره هو قمة التحضر والإنسانية, أما بالنسبه للمسلم فالوضع يختلف, فما يعتبره المسلم في كثير من الأحيان خير هو شر للآخر بدون أدنى شك, فيعتبر المسلم مثلاً أن دعوة غير المسلمين للإسلام خير, فيما يعتبره غير المسلمين قمة الإهانة لهم والتدخل في حياتهم الشخصية, وبينما يعتبر المسلم أن كره الآخر والدعوة لنبذه خير لدينه يعتبره الآخر حقد وكراهية غير مبرره في وجود حرية التعبد والإعتقاد, أما دعوة المسلم لقتل الإبن أو الأخ في حالة إلحادهم أو تغييرهم لمعتقدهم فهو قمة الخير والرحمه, خير للقاتل لأنه بقتله الكافر والمشرك حتى لو كان أقرب أقاربه سيدخل الجنة ويحظى برضا الرب, ورحمه للضحية حتى لا يرتكب المزيد من الذنوب والمعاصي بكفره وإلحاده, كل ما سبق أفعال أخلاقية بحته للمسلم يرى من خلالها صلاحه وصلاح مجتمعه, أما اللاديني او الملحد فيرى في إحترام الآخر وتقديره لحريته قمة الأخلاقية والتحضر , في الاسلام الزواج باربع مباح ومتاح, في غير الاسلام هو شر وايذاء بدني ومعنوي غاية في الخطورة, في الاسلام الرق والعبيد والجواري وملك اليمين حلال في القران والسنه والسيرة, من وجهة نظر العالم الان ان الرق والعبيد هي افعال مخزية في تاريخ البشرية, المسلم في الجنة ان زنى وان سرق, اللاديني لا يعترف بما يسمى الزنا لانه لا ضرر فيه, اما السرقة فهي فعل ضار وغير اخلاقي يضر الاخرين ويؤذيهم.

هنا يظهر لنا الفرق واضح وجلي, الاخلاق الاسلامية لا تتفق بالضرورة مع الاخلاق الانسانية عامة, وبالتالي هي ليست معيار جيد, خاصة اذا تذكرنا ان الحوادث الاربهابية الاسلامية مستقاة بالكامل من القران والسنة والسيرة ولا يمكن ان نصف مرتكبيها بالجهل الاسلامي لان اغلبهم لم يقرا في حياته غير القران وتفاسيره والاحاديث وسيرة الرسول, فهل تلك الاخلاق هي المثالية حتى نتبعها وندعي ان غير متبعيها منحلين وفاسقين ولا اخلاق لديهم؟

اعذروني اذا اطلت عليكم, لكن بلغ الصبر النهاية على اكاذيب شيوخ الاسلام وعلمائه الافاضل.

http://el7ad.com/smf/index.php/topic,38024.msg370481.html#msg370481

سر تفضيل اليد اليمنى ونبذ اليسرى في الإسلام

إقرأوا معي هذا المقال للكاتبه المبدعه فاطمه ناعوت والذي نشر في جريدة المصري اليوم بتاريخ29/9/2008:

فنجانُ الشاي العُنصري

بقلم فاطمة ناعوت:

٧% من سكان العالم أَعْسَرُ. يعني يستعمل يده الشِّمال بدل اليمين في التعامل مع الأشياء. نسميه «أشْوَل» في الدارجة المصرية، وبالأمريكيةsouthpaw أو مِخْلَب الجنوب.

والسبب، حسب قاموس أكسفورد، أن الأمريكان يصممون ملاعبَ البيسبول بحيث تتجه صوب الشرق كيلا تؤذي أشعةُ الغروب عيونَ اللاعبين، وبالتالي تتجه يدُ الأعسر، فيما تقذف الكرة، جنوبا.

وتقول الإحصاءات إن ٦٦% من رؤساء أمريكا عُسْرٌ. منهم: رونالد ريجان، جورج بوش، بيل كلينتون.

كما أن باراك أوباما وجون ماكين أعسران أيضا! وتبعا للمينسا، Mensa، وهي موسوعة البشر ذوي نسب الذكاء المرتفعة، فإن معظم العُسْر من الأذكياء الناجحين. مثل: الإسكندر الأكبر، يوليوس قيصر، أرسطو، نابليون بونابرت، بتهوفن، نيتشه، تشرشل، غاندي، آينشتاين، نيوتن، ماري كوري، دافنشي، مايكل-آنجلو، بابلو بيكاسو، فيدل كاسترو، مارادونا، بيل جيتس، وآخرين.

النادر يستخدم اليدين ويسمي «أعْسَرُ يسَرٌ»، مثل الفاروق عمر- رضي الله عنه- كشفتْ أبحاث ٢٠٠٧ أن جين LRRTM١، المسؤول عن العَسَر، قد يتسبب أيضا في أمراض عقلية مثل الفصام. هذا الجين يجعل فصَّ المخ الأيمن نشطا، وهو المتحكم في نصف الجسد الأيسر، وهو موئلُ اللغة، والتخيل، والرياضيات.

لذا سنجد كثيرا من العُسر أدباءَ وفنانين وفيزيائيين. ومثلما اشتُقَّت مفردةُ «أعسر» من «العُسْر»، بمعني الشؤم ونقيض اليسْر، نجد في الإنجليزية مترادفات الأعسر left- handed، تحمل دلالاتٍ سلبيةً منها sinistral المشتقة من الجِذر sin أي خطيئة، كأنما الأشول خطّاءٌ! وفي العبرية، وبعض اللغات السامية واللهجات القديمة لبلاد ما بين النهرين، كانت «اليد» ترمز للقوة والسيادة، وبالتالي ترمز «اليدُ اليسري» لسلطة الاعتقال، وسوء الطالع والنحس، وملمحاً من ملامح غضب الآلهة! وتطوَّرَ المعني عبر تلك اللغات حاملا دلالاتِه السلبيةَ دائما.

ففي عديد اللغات الأوروبية، مثل الإنجليزية والهولندية والألمانية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية، نجد مفردة «يمين» right لا تحملُ وحسب معني السَّواء والصَّلاح والصِّحة (عكس الخطأ)، بل أيضا معني الحق والعدالة. وتاريخيا، أنْ تكون أيمنَ، فذلك يعني أنك ماهرٌ. لأن الجذر اللاتيني dexter يعني «أيمن» ويعني «ماهر» في الوقت نفسه.

وفي الأيرلندية deas تعني «يمين» وكذا «لطيف» أو «جميل». وفي المقابل كلمة gauche بالفرنسية تعني «يسار» وتعني «أخرق». والأمر ذاته في الهولندية والبرتغالية «أن تكون لك يدان يسريان» يعني أنك أبْلَه. وفي الإنجليزية «أنت ذو قدمين يسريين» يعني أنكَ لا تجيدُ الرقص.

والحقُّ أنني وقعتُ علي ما لا يحصي من تعبيرات لليد اليسري، في لغات أوروبا وجنوب آسيا، تصبُّ جميعها في النهر السلبي ذاته. ومن نافلة القول الإشارة إلي المُحمّل السياسي في كلمتي: اليمين- اليسار. ولكنْ، حتي لو أقاموا للشول عيدًا عالميا في ١٣ أغسطس من كل عام، يظلون غلابة.

فمعظم الأدوات مُصممةٌ لأجل مستعملي اليد اليمني: المقص، البيانو، مسمار ساعة اليد، البندقية، ماوس الكمبيوتر، أرقام الكيبورد، عصا ناقل السرعات في السيارة، سكين السوشي الياباني، إلخ.

لا بأس! المهم، إذا كنت أشْوَل، مثلي، فإياك أن تقبل دعوة الأستاذ خالد صلاح علي الشاي في مكتبه بجريدة «اليوم السابع». فالفنجان الأبيضُ الأنيق الذي سيقدم إليك مخادعٌ جدا و«عُنصري». ذاك أن انحناءات مقبضه وحوافه مُصَمّمةٌ «حصريا» لليد اليمني. ومستحيلٌ أن يتناوله أعسرُ دون أن ينسكبَ الشاي فوق ملابسه!

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=180360&IssueID=1178

إنتهى المقال, ولكن لم تنتهي الأفكار ....

في المقال إشارة خفية وبالغة الأهمية عن التراث الإنساني تجاه اليد اليمنى واليسرى, وبالطبع ينعكس هذا التأثير على الإسلام الذي يمجد ويقدس كل ماهو يمين على حساب تحقير وتجاهل والتشاؤم من كل ما يخص الشمال ....

الله كلتا يديه يمين ...

إستخدم يدك اليمنى حتى تكون يوم القيامة من أهل اليمين ...

القسم على القرآن يكون باليد اليمنى ...

يفضل حين إعتزام إثنين على الدخول أو الخروج من الأبواب أن يتقدم صاحب الجهة اليمنى ....

أهل اليمين أهل الجنه, وأهل الشمال أهل جهنم, ومن تناول كتابه بيمينه دخل الجنه ...

تحريم تناول الطعام باليد اليسرى وإعتباره خروج عن السنه ولا يمت للإسلام بصله ...

كل ما سبق ليس نتاج فكر إسلامي بحت, إنما هو إمتداد لفكر إنساني سابق ومؤثر على ما لحقه لدرجة أنه توغل ليصبح من صحيح الدين وعلامه مميزة له ...

النتيجة النهائية التي نخرج بها من الموضوع أن (مره أخرى وليست أخيرة) الإسلام ليس تنزيل من عزيز حكيم بقدر ماهو إمتداد للثقافة البشرية وجزء منها وتأثر بها ولم يؤثر أو يجلب جديد مختلف عما سبقه, فقط إعرف ما سبق وإنزع القداسة عن ما تؤمن به وستجد أن الموضوع برمته فكر إنساني بحت تم تقديسه وتأليهه بمرور الزمن ....

تحياتي ...

http://el7ad.com/smf/index.php/topic,36523.msg356096.html#msg356096

الإنسان لا يولد عاقلاً!




عندما يقرر المؤمن تبيان عظمة خلق إلهه يسألك السؤال الأزلي الذي لا يتغير:

من أعطاك العقل الذي تفكر به؟

لماذا أنت الكائن الوحيد العاقل في هذا الكون الفسيح؟

تعطيه الأجوبه فلا تقنعه إلى أن تصل الأمور لطريق مسدود كالعاده وينتهي النقاش, ولكن ....

هل يولد الإنسان عاقلاً بالفعل كما يدّعي المؤمنون؟ هل الإنسان هو خليفة الله على الأرض بعقله؟ هل يتميز بعقل مفكر يختلف به عن غيره من الكائنات؟

الحقيقة أن الإجابه المعتادة التي هي بنعم تحمل مغالطة علمية وتاريخية غاية في الوضوح, لكن لمن يلاحظها فقط ....

عندما كنت طفلاً سمعت في التليفزيون أن أحد المشايخ إعترض بشده على قصة طفل الغابة, تعجبت جدا لهذا الغضب الغير مبرر وإندهشت لمدى قدرة الشيوخ على رفض أي شيء غير إسلامي حتى لو كان قصة أطفال (موكلي) أو حقيقة حدثت بالفعل لأطفال تربوا وعاشوا في الغابة feral-childern, لكن من فترة وجيزة جدا إكتشفت سر هذا الغضب وأصبح بالنسبه لي مبرر جداً من الناحية الدينية ....

http://en.wikipedia.org/wiki/Feral_child

الموضوع ببساطه أنه بعد إكتشاف العلماء لعدة حالات لأطفال تربوا وعاشوا في الغابات أو الأماكن النائية وأنهم وجدوا على حالة طبيعية للغاية تنتمي للبيئة التي نشئوا عليها بدون أي إشارات على كونهم عاقلين أو مكتسبين للصفات الإنسانية ظهرت بعض الأصوات العلمية القائله بأن تلك الحالات التي وجد عليها أطفال الغابات هي أصل الإنسان وأن الموضوع يتلخص في الآتي:

"الإنسان الكائن الوحيد الناقل للمعرفه والخبرات والذي يمتلك تاريخ يمكن نقله وتعليم غيره من أفراد فصيلته"

تلك هي نقطة التميز بين الإنسان وباقي الكائنات الحية, ليس العقل ولا التفكير ولا الإبداع, فقط نقل الخبرة والتعليم, وهو ما أثبتته تجارب أطفال الغابات الذين وجدوا على حالة تشبه الحيوانات التي تربوا في بيئتها بلا قدرة على التفكير او الإبداع أو تميز بالعقل, بل إنهم تعلموا من الحيوانات بعض المهارات والعادات ولم يحدث العكس مما يعطي الإيحاء بأن الإنسان تأثر ولم يؤثر, وبالتالي فهو لم يتميز بقدرة عقلية مؤثرة على البيئه من حوله!

من أشهر تلك الحالات التي أتذكرها تلك الحاله للطفلتين الهنديتينKamala & Amala اللتين عاشتا وتربيتا في الغابات, إحداهن كانت بعمر ثماني سنوات والأخرى كانت بعمر ثمانية عشر شهراً, وكن يتصرفن مثل الذئاب اللائي تربين معهم, ولا يملكن أي مهارات بشرية على الإطلاق, بل يمكنهن التواصل مع الحيوانات بلغتهم ولا يمكنهن نطق الحروف مثل البشر, كذلك وجدوا يأكلون اللحم النيء ولم يكتشفن النار أو أي أدوات تساعدهن على الصناعه أو الزراعه!

http://www.feralchildren.com/en/showchild.php?ch=kamala

النتيجة النهائية التي نستخلصها مما سبق أن الإنسان لابد أن تنتقل إليه خبرات من سبقوه وأن يتعلم من بيئته وممن حوله ما يكفي ليصبح عاقلاً, ولنتذكر أننا نعلّم أطفالنا اللغه وبعض المهارات وهم لازالوا في المهد, لهذا يقال أن مستوى الذكاء يرتفع بحسب البيئة والمهارات المكتسبه والخبرات المنقوله, وليس بالوراثه او الهبه الإلهية ...

من هنا نصل لأن الإنسان لم يتكرم من خالق ما بالعقل والذكاء والتفكير كما هو معروف, ولم يولد عاقلاً بالضرورة, هو كائن حي طبيعي جدا ميزته الوحيدة أن مخه أكبر من باقي الكائنات الحيه وبالتالي مستوى ذكائه أو قدرته على التعليم او التعلم اعلى ممن حوله, وهو ما مكنه من الإحتفاظ بالخبرة ونقلها, وإذا لم يجد من ينقل له تلك الخبرة سيصبح مثله مثل باقي الحيوانات, مجرد كائن ذو ذكاء محدود آخر ....

بعض المراجع:

http://www.associatedcontent.com/article/65656/raised_in_the_wild_do_feral_children.html

http://lists.ibiblio.org/pipermail/monkeywire/2003-June/000406.html

http://www.animalintelligence.org/2007/01/24/jungle-girl-wants-to-return-to-wild/
http://www.animalintelligence.org/category/feral-children/
http://www.feralchildren.com/en/index.php
http://www.world-mysteries.com/sci_feralc.htm

ملحوظه هامه:

شكر خاص للزميل الأكثر من رائع alrashdi الذي لولا مساعدته الكريمة لما تمكنت من التوثيق العلمي للموضوع, أشكرك زميلي الفاضل من أعماق قلبي...

http://el7ad.com/smf/index.php/topic,34463.msg339147.html#msg339147

هل توجد أدله على وجود الله؟ إذاً لست مؤمن!

فكرة الإيمان بالله:

الله هو ذلك الإله الكامل المطلق الذي يريدنا أن نؤمن بوجوده دون أن نراه طبقاً للمفهوم الديني عموماً والإسلامي على وجه الخصوص, ولكن, كيف نؤمن بوجوده دون أدله (حيث أن الإيمان هو التصديق بوجود الشيء دون أدله تثبت وجوده) وفي نفس الوقت يتحفنا المؤمنون بل والله ورسوله دوماً بأدله على وجوده؟

طالما توافر دليل قوي على وجود شيء ما يصبح (الإيمان) بوجوده لا أهمية له, وقتها سننتقل من مرحلة الإيمان (التي سبق تعريفها) لمرحلة اليقين (التي هي ليست من الإيمان في شيء) .....

الله يريدنا أن نؤمن به دون أدله

الله يقدم الأدله على وجوده حتى نؤمن به


أتعجب من كل مؤمن يرى الأدله من حوله على وجود الله من وجهة نظره ومع ذلك لازال يعتقد أنه يؤمن بالله!

أتعجب أكثر ممن يأتون ليقولوا أن الله لا يحتاج لأدله حتى نؤمن به ثم يقولون أنظر الكون حولك, هو أكبر دليل على وجود الله!

الفكرة الأساسية التي أود إيضاحها أنك إذا آمنت بالله فلا داعى على الإطلاق للإتيان بأدله على وجوده, لأنك بمجرد أن آمنت إنتهت لديك فكرة الأدله لتثبت وجود ما لا يحتاج أدله لإثبات وجوده (فكرة الإيمان) ...

أما إذا بحثت عن أدله لوجود الله فأعلم أنك لست مؤمن به, فالإيمان يلزمك أن تصدق بوجوده دون أدله تثبت هذا الوجود ....

هل من آراء؟

http://el7ad.com/smf/index.php/topic,31652.msg315635.html#msg315635

قرآن محمد ونبؤات نوستراداموس

لم يحظ كتاب في التاريخ بهذا القدر من التأويل والتفسير ولي عنق الحقائق والأحداث التاريخية مثلما حظى كتاب "التنبؤات" للعراف الفرنسي البالغ الصيت "نوستراداموس" ,والأغرب أنه للآن تنهال التفسيرات تباعاً بالتوازي مع حدوث مواقف تاريخية مثل الثورة الإيرانية وسيطرة المحافظين الجدد على الحكم في الولايات المتحدة بل وإعدام صدام حسين أيضاً! ويفسر كل مقتنع بكتاب "النبؤات" الأحداث التاريخية السابق ذكرها طبقاً لنبؤات نوستراداموس التي لا تنتهي ...

نوستراداموس المولود في نوتردام والتي إكتسب منها إسمه عام 1503 ظهر كتابه الأشهر "التنبؤات" للوجود عام 1555, ووقتها نشر فقط الثلاثة أجزاء الأولى من نبؤاته, ثم أتبعها ببقية الأجزاء حتى وفاته, ويقال أنه لم يكملها لأسباب مجهوله .....



إنهالت النبؤات في شكل رباعيات قصيرة لتصيب قارئيها, وخاصة بلا الملك الفرنسي, بالفزع والرعب لما إحتوته على تفاصيل كفيلة بتهديد العرش الفرنسي وقتها, وكان أقواها على الإطلاق تلك النبؤة التي تنبأت بموت الملك, وبعد موته نوستراداموس بزمن بعيد إتجهت نبؤاته نحو ألمانيا النازية عندما فرغت زوجة غوبلز وزير الدعاية في حكومة هتلر إبان الحرب العالمية الثانية من قراءة بعض نبوءات نوستراداموس والتي لم تكن على هواها، أيقظت جوبلز من نومه، ففزع من هذه التنبؤات وعلى الفور لجأ للدعاية المضادة واستخدم منجم يدعى كرافت ، وكان الغرض من ذلك إحداث تأثير عكسي على شعوب أوروبا وقد اتضح فيما بعد أن كرافت هذا كان يستنسخ بعض تنبؤات نوستراداموس ويعمل على هديها. وبالطبع صدقت نبوءات نوستراداموس بهزيمة ألمانيا, ومن هنا كانت البداية الحقيقية لشهرة نوستراداموس التي أدت لإهتمام غير مسبوق بكتابه الفريد من نوعه وتنبؤاته التي حظيت بإهتمام شعوب الأرض قاطبة.



ما يثير الإهتمام في نبؤات نوستراداموس هو (قدرتها العجيبة) على تحميل نصوصها بألف تفسير وألف معنى, والأعجب أن تفسيرات نبؤاته (لا تتضح) إلا بعد حدوث الأحداث التاريخية التي تنبأ بها, وبالتالي يمكن الإستنتاج أنه من المستحيل توقع أحداث معينة وبالتالي تلاشيها طبقاً لنبؤاته!

وفي سياق آخر يمكننا إعادة كتابة كل ما سبق بعد تغيير نوستراداموس بمحمد و"التنبؤات" بالقرآن, وسنجد أننا أمام تطابق مذهل! ليس على مستوى معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل بالطبع, وإنما على القدرة اللانهائية على لي عنق الكلمات وتأويل النص وإخضاعه للمتغيرات بما يلائم النظر له بعين القدسية والتعجب من معجزاته, ونرى بوضوح نجاح تلك المقارنة عندما نتكلم عن الإعجاز العلمي أو العددي في القرآن, فنجد أن كل ما يخص الإعجاز العلمي في القرآن هو لمكتشفات تم إكتشفاها أو إختراعها بالفعل ولم يكن للقرآن أي دور في خروجها للنور, وبالتالي فلا يمكن الإعتماد على القرآن في تحديد مكتشفات أو تخليق إختراعات جديدة بناءاً على ما يقدمه من نصوص!.

يقال أن من معجزات القرآن أنه كتاب محفوظ غير قابل للتحريف, والأعجب أن نسخ من "التنبؤات" لازالت محفوظة كما هي, أشهرها تلك التي وجد في مكتبة تاريخ الطب، جامعة تكساس ،مركز علوم الصحة في سان أنطونيو.



أما عن أشهر نبؤاته التي لو دققنا النظر في محتوياتها قليلاً لوجدنا أن قدرتها على حمل الأوجه (مثل القرآن تماماً) لا حد لها, وإليكم بعضها :

اذا قال عن إيران في القرن 21 ؟

قيام الثورة الإسلامية في إيران


القرن الأول من الرباعيات

الرباعية رقم 70 القرن 1

لن يتوقف المطر والمجاعة والحرب في بلاد فارس

إيمان ٌ عظيم جدا ً سيظلل الملك

تلك الأعمال التي تبدأ في فرنسا ستنتهي هناك

علامة ٌ خفية لشخص ٍ ما من أجل أن يكون رحيما


هذه هي الرباعية الملفتة للإنتباه والدقيقة جدا في وصف الثورة التي قام بها آية الله خميني مبتدءا إنطلاقة الثورة من فرنسا ، ونوسترداموس كعادته كما يقول أغلب شراح رباعياته لا يترك رباعياته دون إثارة أوطلسمة ، فالبيت الأول يتعلق بالبيت الأخير ، والكلمات بعد فك تشفيرها تؤدي إلى نتيجة : إن الملك " شاه إيران" سيطاح به بثورة دينية " إيمان عظيم" تبدأ من فرنسا وتنتهي في بلاد فارس " إيران" ....لن يتوقف المطر....والجوع.....والحرب فيها....بإشارة واضحة إلى الحرب الطويلة التي أعقبت الثورة بأشهر من قبل نظام صدام حسين بأمر ٍ من أمريكا ...إلا إن علامة خفية....من شخص ما ...من أجل أن يكون رحيما ً....والمقصود بكل تأكيد هو قرار إيقاف الحرب الذي كان زمامه بيد آية الله خميني بعد أن وافق العراق على قرار الأمم المتحدة بالرقم 598 ....فكان أن يوافق عليه آية الله خميني مكرها ً بسبب علامة ٍ خفية من شخص ٍ " مــــــــا" ...سيما وإن الخميني قد صرح قبل ذلك بأنه يفضل تجرع السم على إيقاف هذه الحرب....، لكن..ربما لم تعرف أمريكا حتى الآن ..ماهو هذا الشخص الــــ"مـــــا" الذي أعطى لروح الله خميني هذه الإشارة ليكون رحيما ً ويوقف الحرب...!!؟؟ إن عقيدة روح الله خميني وإيمانه بالمـــــهدي ...بالتأكيد تؤدي إلى تجسد هذه الشخصية في رؤآه وأحلامه ( بالنظر للموضوع من ناحية نفسية ) ، وعند العودة إلى مقولة مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران بتفضيل تجرع السم ...فإن العلامــة التي أتته كانت لابد وأن تكون صادرة من شخص كان يعتقد بأنه أعلى منه مقاما وهو بلا شك....الـمــــا.....المهدي ، وإذا أخذنا بنظر الإعتبار تركيز نبؤآت نوسترداموس على إيران والشرق الأوسط فإننا نجد إن هذا الـمـــا نفسه يتجلى بصورة أكبر في الرباعية :


القرن الثاني الرباعية 28

مــــا قبل الأخير من اسم النبي

سيختار يوم الإثنين يوما للراحة

سيذهب بعيدا ً في سعر جنونه

ويخلص ُ أمة ً عظيمة ً من الخضوع

يذهب العديد من الشراح إن النبي المقصود هو النبي "محمد" وإن ما قبل الأخير من إسمه إشارة للمقطع الأول منه ( تشفير لفظي) Mehamed وهو يعيدنا إلى ماهــ....أو المهدي ...اللقب العام المعروف في عموم الأمة الإسلامية " العظيمة " ، الفرق هو إن مـــا في الرباعية الأولى عربية بعد الترجمة....وفي الثانية كما هي في اصل الرباعيات الفرنسي ، وكأن رباعيات هذا الرجل طلسمات قابلة للمطابقة مع الكثير من اللغات كما سيأتي لا حقا ..ً • حرب الخليج الرباعية 13 القرن 10

تحت غذاء الحيوانات المجترة

بقيادتهم إلى مركز مكان الغذاء

جنود ٌ مخبؤون ، أسلحتهم ذات ضجيج ،

يختبرون ليس بعيدا ً عن مدينة أنتيب

هاهو يصف جيشا ً مخبئا ً في أسلحة ذات ضجيج يذهب إلى حيث مكان غذاء حيواناته..! ووصف الدبابات والطائرات بالحيوانات المجترة وصف دقيق للغاية إذا إنها تجتر البترول " الغذاء" إجترارا بعملية الحرق في محركاتها ، ويعطي في النهاية شفرة عن مدينة يسميها " أنتيب" في مكان ما من الخليج...ربما تكون تل أبيب ، هذه الشفرة التي سيوردها أيضا ً في نبؤآت أخرى نتناولها لاحقا ً .

رباعية 86 القرن 10


سوف يأتي ملك أوربا مثل الغرفين

يرافقه أولئك الذين من الشمال

سيقود جيشا كبيرا من الحمر والبيض

وسيتوجهون لمقاتلة ملك بابل

يصف أمريكا هنا على إنها ملك أوربا تأتي مثل الغريفون وهناك العديد من القراءات التي تقرأ هذه الكلمة بالصقور ، وهي التسمية الدارجة اليوم بما يسمى بصقور البيت الأبيض ولعلها في حرب الخليج الثانية جاءت بحلف الثلاثين دولة المتلون الأعراق أو المقصود هو حرب الخليج الثالثة " الصدمة والرعب" التي أطاحت بنظام صدام حسين والتي جاءت فيها بقوات إيطالية وإسبانية وإنكليزية وأمريكية وهي جيوش بالفعل حمراء لاتينية وبيضاء سكسونية .

ماذا قال نوسترداموس عن إعدام صدام حسين ؟

مثلما كان للثورة الإسلامية في إيران حظ ٌ من نبؤآت نوسترداموس ، أثار صدام حسين هو الآخر رؤى الشراح للرباعيات وبات الكثير اليوم يعتقد منهم بأن الإشارة إلى " مابوس" العظيم هو تصحيف لإسم صدام الذي لو كتب باللغة اللاتينية (sudam) وتمت قراءته في المرآة يتحول إلى أصل الكلمة التي كتبها نوسترداموس : Mabus

رباعية 62 القرن 2

سيموت (Mabus ) حينئذ ٍ حالا ً

وسيحل ُ دمار ٌ رهيب بالناس والحيوانات

وسيتكشف الثأر فجأة

مئة يد ، عطش وجوع ، عندما يمر المذنب

يرى العديد من الشراح في الغرب إن إعدام صدام حسين سيكون نذير خطر ٍ وظهور الكوارث الطبيعية التي تسبق إندلاع الحرب العالمية الثالثة التي ستكون علامتها الفاصلة المجاعات و مرور المذنب . هل إن هذه النبؤة هي الأخرى السبب في تصميم سيناريو المحاكمة هذا كله للرئيس العراقي الأسبق هل من المعقول إن هؤلاء الصقور يخافون نبؤآت العرافين إلى هذا الحد مثل فرعون مصر ؟؟ رغم ذلك فإن تصحيف اسم ( mabus) يمكن أن يقرأ (musab ) في إشارة إلى أبي مصعب نفسه الذي مات فجأة في بعقوبة فقد تكون هذه الرباعيات مزدوجة التفسير، مع هذا لنتابع ما يقوله في الرباعية الآتية : الرباعية 95 القرن 8

سوف يوضع المغوي في حفرة

وسيربط بإحكام فترة من الزمن

سينضم العالم إلى الزعيم في صليبه

الحق الواضح سوف يجتذب القانعين .

هناك العديد من الآراء التي تكهنت بأن صدام حسين قد وضع في تلك الحفرة بالفعل من قبل الأمريكيين ، ويقاد صدام بالأغلال فترة من الزمن وهو يظهر في مشاهد المحاكمة التي تبثها أمريكا مباشرة ، وبالفعل ، هناك الكثيرين من تابعوا هذا الزعيم في قفصه ( صليبه) ووصف مشاهدة العالم كله له " سينضم العالم " الذي شبه نوسترداموس سجنه بالصليب الذي كان يحمله المسيح غداة إعدامه ، وهو وصف ٌ هو الآخر دقيق ٌ ومثير جدا ً ويبعث على الإستغراب ويجعلنا نسال : ما علاقة صدام بالولايات المتحدة عند مجيئه للسلطة وإشعاله شرارة الحرب مع إيران ، وبأمر من فعل ذلك؟ تزامن وصوله للسلطة بعد سقوط الشاه عميل الولايات المتحدة في إيران بأشهر ووصول الخميني إلى سدة الحكم في إيران لتشتعل الحرب ، هنا ،نوسترداموس يتواصل عنده الزمن فيصف صدام حسين بالمغوي الذي أغوته أمريكا مرتين : الأولى بصورة مباشرة في حربه مع إيران الثانية بصورة غير مباشرة عبر السفيرة الأمريكية في بغداد لدفعه لإحتلال الكويت .

رباعية 94 قرن 1 ( إعدام صدام في الميناء النهري)

سوف يقتل الطاغية (سليم) في الميناء

إلا إن الحرية لن تستعاد رغم كل شيء

وستقوم ُ حرب ٌ جديدة من الثأر والندم

وستحظى امرأة ٌ بالتكريم بسبب قوة الإرهاب

يرى البعض إن سليم المقصود هو صدام نفسه ، والمديرية 5 التابعة للإستخبارات العسكرية في الكاظمية في بغداد كانت ميناءا ً مهما ً من الموانئ النهرية في قلب بغداد أيام الحكم العثماني للمنطقة وأيام نوسترداموس نفسه والتي أعدم فيها صدام فيما بعد، والحرية بعد قتله في إحدى القواعد الأمريكية على النهر( شعبة الإستخبارات 5 ) لن تحقق بعد أن كانت شعار الحرب التي شنت للإطاحة بنظام الطاغية نفسه ( الحرية للعراق) ، أما الإشارة للحرب الأهلية في العراق واضحة في البيت الثالث ، حيث شنت دعاية الإعلام حملة على الحكومة العراقية وتاجرت برأس صدام الذي أعانوا الأميركان على قطعه ، يبقى البيت الأخير ، فهو إشارة إلى الخلاف الذي دار بين أعضاء قائمة الإئتلاف العراقي حول من الذي سيضغط على الزر الخاص بفتح المنصة التي يقف عليها صدام ليتم إعدامه وقد حضيت بالفعل ( مريم الريس ) عضوة البرلمان بذلك وتحققت النبؤة القديمة عن قتل صدام بيد امرأة


حزب الله وإيران وإسرائيل

نعود لإيران...ودورها في صراعات الشرق الأوسط ...بالتحديد قضية صراع حزب الله مع إسرائيل ...ففي خضم إبحار نوسترداموس في المستقبل يبقى شراعه يستمد الدفع من ريح البلاد الفارسية التي يذكرها في مواضع متعددة من رباعياته في كل القرون تقريبا ... قيام دولة إسرائيل

الرباعية 97 القرن 3

قانون ٌ جديد سوف يحتل ُ أرضا ً جديدة

في مكان قريب من سوريا ويهوده وفلسطين

الإمبراطورية الهمجية العظيمة سوف تنهار

قبل نهاية قرن الشمس

هذه الرباعية كما يتفق أغلب الشراح على إنها من الوضوح ما لا يترك مجالا للتفسير فهي تشير إلى قيام دولة إسرائيل و إنهيار قوى الممانعة العربية قبل أن ينتهي القرن العشرين المعروف بقرن الشمس .

الرباعية 96 القرن الثامن

الكنيس العقيم بلا أية ثمرة

سوف يستقبله الكفار

إبنة الرجل المضطهد في بابل

تعيسة وحزينة ، سيقطعون جناحيها .

وهي إشارة أيضا ً لدولة إسرائيل " ابنة الرجل المضطهد في بابل" حيث ستقطع أجنحتها من قبل " الكفار" العرب والمسلمين ، حيث وردت الأجنحة في التلمود بذكر ملك اليهود في آخر الزمن : سيمد داود جناحيه من النيل إلى الفرات وهذا يعني إن دولة إسرائيل تلجم في النهاية أطماعها التاريخية من أن تمتد بين نهرين ، لكن إسرائيل مصممة على تغيير التأريخ حتى لو صدقت هذه النبؤة ويجب عليها فعل المستحيل لتفاديها


الرباعية 99 القرن 4

الإبن الأكبر لإبنة أحد الملوك

سوف يرد السلتيين على أعقابهم بعيدا ً

سوف يستعمل الصواعق، الكثير منها ، وبصفوف منتظمة

قليلة وبعيدة ، ثم تدخل في أعماق الغرب

إنها رباعية لا تصف ملكا ً...أو حاكما ً إقليميا ً...بل تابعا ً لدولة أخرى أو قائدا لفصيل في إحدى الدول " ابن أكبر لإبنة أحد الملوك " ...سوف يرد " السلتيين " على أعقابهم بعد هجومهم ...بإستعمال الصواعق ...الكثير منها بصفوف منتظمة...في إشارة بينة إلى راجمات الصواريخ ، لكنه يعدل ليقول إن القليل منها سيكون بعيدا ً...!! ثم تدخل في أعماق الغرب...!

وقبل أن نعطي التفسير الكامل لهذه الرباعية نذهب إلى القرن الثاني من رباعياته في الرباعية

الرباعية 82 القرن 2


من خلال الجوع ستجعل الفريسة الذئب أسيرا ً

عندها سيكون المهاجم في محنة كبيرة

وسيجد الأخ الأكبر أخاه الأصغر أمامه

لا يستطيع الرجل العظيم الهروب وسط الحشد


نلاحظ إنها تصف بدقة مرة ً أخرى ذئبا يقع في فخ فريسة...جيش كبير جرار ..توقع به ميليشيا كان ينوي إفتراسها بالكامل ..الطريف إن رباعيتين متتابعتين بعدها تقول


الرباعية 85 القرن 2


في ظل السلطة الصارمـــة للرجل العجوز ذي اللحية المنسابة

في ليون توضع فوق العقاب السلتي

الشخص الصغير العظيم يثابر إلى حد بعيد

ضوضاء الأسلحة في السماء، البحر الليغوري احمر


رجل كبير في السن يمتلك السلطة في تلك الحرب ، ذو لحية منسابة ، وليون مدينة فرنسية توضع فوق العقاب السلتي....نفس تسمية الطرف الآخر في الرباعية 99 أعلاه بما يتعلق برد السلتيين على أعقابهم



الرباعية 86 القرن 2

يتحطم الأسطول قرب البحر الأدرياتيكي

ترتعد الأرض ، تقذف في الهواء وتسقط مرة أخرى

تهتز مصر ، يتظاهر المسلمون

ويرسل الرسول لكي ينادي بالإستسلام


عند دمج الرباعية 99 من القرن الرابع....التي تتحدث عن قائد ميليشيا يرد السلتيين ( أقوام قديمة سكنت أوربا وهي تكافئ اليهود كشعب قديم في الشرق الأوسط ) على أعقابهم بفعل نوعين من الصواريخ....الكثير منها ينطلق بصفوف منتظمة " راجمات" والقليل منها يذهب بعيدا ....مع الرباعية 82 من القرن الثاني حيث الجيش الجرار الذي يقع في فخ فريسته ....الرباعية 85 في .....ليــــــــون.......توضع فوق العقاب السلتي ...تتعرض ليون لهجوم من قبل السلتيين على عمل ما....قائد الميليشيا الصغير...يكون عظيما مثابرا جدا رغم ضوضاء القصف " السماوي" بينما البحر الليغوري أحمر....والبحر الليغوري كما هو معروف هو....شرق المتوسط بالضبط....

إن التصحيف للكلمات وارد كما هو معروف عن نبؤآت نوسترداموس

ليون....مدينة فرنسية ...تعني لبنان...ولبنان تتحدث الفرنسية ولها علاقات تأريخية مع فرنسا..! السلتيين المردودين على أعقابهم هم " الإسرائيليين" الذين تضربهم صواريخ حزب الله الكثيرة " الكاتيوشا" والبعيدة التي دخلت في عمق إسرائيل وهي قليلة.....والدليل القاطع يذكره نوسترداموس على إن المعركة في شرق المتوسط بالضبط عندما يقول إن البحر الليغوري أحمر....! فالعجوز ذو اللحية المنسابة هو مرشد الثورة الإسلامية في إيران خامنائي أما الإبن الأكبر فهو السيد حسن نصر الله الذي رد الإسرائيليين على أعقابهم في ظل سلطة صارمة للرجل ذو اللحية المنسابة.....حيث إن نصر الله وكيل شرعي للفقيه الإيراني الشيعي ويتبع فتواه حرفا بحرف...!! فالرباعية 82 أعلاه ...تقول إن المهاجم يقع في محنة كبيرة....ولا يستطيع الرجل العظيم..ويقصد إسرائيل وحكومة اولمرت من الهروب وسط الحشود...أي التهرب من مسؤولية الهزيمة وسط تعالي أصوات المطالبة بفتح تحقيق فور إنتهاء الحرب التي لخصتها الرباعية الآتية التي تلي الرباعية الأخيرة 85 مباشرة

الرباعية 86 القرن 2

يتحطم الأسطول قرب البحر الأدرياتيكي

ترتعد الأرض ، تقذف في الهواء وتسقط مرة أخرى

تهتز مصر ، يتظاهر المسلمون

ويرسل الرسول لكي ينادي بالإستسلام

إنها إشارة بينة إلى تحطم البوارج الإسرائيلية وأكثر الإشارات وضوحا ً هي إهتزاز مصر قبل نهاية الحرب بأيام عندما أعلن الإخوان المسلمون إستعدادهم لإرسال عشرة آلاف و إحتشاد المسلمين في عواصم العالم كلها عوامل توحي بمدى الخطر الذي بلغته أبعاد هذه الحرب إذ إنها تجاوزت حدود إسرائيل وباتت تهدد السلام الإستراتيجي لها في مصر( كامب ديفيد) هذه الإتفاقية التي نادى بإلغائها الكثير في البرلمان المصري ، فما كان من أمريكا إلا أن تلملم الأمور على عجل وتعلن إستسلامها بصورة غير رسمية في قبول تسوية لإيقاف الحرب في لبنان.

رباعية 63 قرن 1

يقضى على الأوبئة ويصبح العالم أصغر

وستسكن الأرض مدة طويلة بسلام

سيسافر الناس بأمان ٍ عبر السماء وعلى البر والبحار

ثم ستندلع الحروب ُ من جديد

نلاحظ كيف يصف لنا هذا الرجل الذي عاش في القرن السادس عشر المليء بالأوبئة والأمراض القرن العشرين وهو خالٍ منها تقريبا ً ، ويصف لنا العولمة وتقلص العالم ، والسلام بعد الحرب العالمية الثانية منذ نصف قرن تقريبا ً ، لكنه في النهاية يبشرنا بالحروب مرة أخرى ! يتابع في الرباعية التي تليها مباشرة في تسلسل القرون.

رباعية 64 قرن 1

سوف يعتقدون بأنهم رأوا الشمس في الليل

عندما يرون الرجل نصف الخنزير

ضوضاء ، صرخات ، معارك يرونها تقع في السماوات

وستسمع البهائم المتوحشة وهي تتكلم


فهو هاهنا يصف بإتقان عجيب الطائرات وحروب السماوات ويصف الطيار بخوذته وخطم الأوكسجين الذي يجعله بهيئة نصف خنزير ، كما يصف الحوارات بين الطيارين في اللاسلكي وهي تلتقط على الأرض إضافة إلى طبيعة أصوات الطائرات وصرخات القذائف وهي تسقط ، كل هذه ، أعطت إنطباعا لدى الشراح بأن نوسترداموس كان يرى ويسمع...! ربما يجد من يقرأ نبؤآته لأول وهلة بأنها مجرد الغاز نثرية شعرية يمكن أن تكون حالة ً عامة قابلة لأن تحدث على مر التاريخ ، لكن ، كثرة دراستها والتمعن فيها تعطينا تصورا واضحا عن إن متنبئا ً في القرن السادس عشر يكون في قمة البراعة بهذا الكلام إذا ما حاول وصف ما يتعقد بأنه سيحدث في القرنين العشرين والحادي والعشرين ، ففي الرباعية أعلاه لم يجد وصفا للطائرات الحربية أو تسمية تنطبق عليها أفضل من " البهائم المتوحشة " أو الطيور الرمادية في بعض الأحيان...أو تسميته لأغلب أجهزة النقل والحرب الحديثة بالمخلوقات .

إن هذه الرباعيات مضافة للنصوص التوراتية الإنجيلية ونتيجة كثرة البحوث والدراسات والشروح عنها قد أتت بثمار التشدد والمحافظة والخوف من الخطر الإسلامي في أوساط السياسة الأورو- أمريكية وبالتالي وعلى الرغم من وجوب إلتزام نظرة علمية موضوعية خالصة من قبل الغربيين تجاه قضايا الشرق الأوسط إلا إن تحقق بعضا منها ربما يكون قد ألقى بظلال هذا الخوف المحموم من أي نهوض ٍ محتمل ٍ في الشرق الأوسط .

من موسوعة الويكيبديا

تعمدت أن أورد فيما سبق أكبر كم ممكن من النبؤات التي تم تفسيرها بعد حدوث وقائعها طبقاً لمجريات التاريخ الحديث والمعاصر, ولكن ماذا سيحدث بعد مائة عام من الآن؟

بالتأكيد سيأتي آخرون ليفسروا نفس تلك النبؤات ولكن طبقهم لواقعهم الجديد بأحداثه المعاصره المختلفة تماماً عن أحداثنا الآن!, وهو ما حدث بين المسلمين والقرآن بالضبط على مدى أربعة عشر قرناً حتى الآن, سيحدث دوماً وأبداً طالما إستمر المسلمون في تقديسهم الأعمى وتفسيراتهم اللاعقلانية لنصوص عفى عليها الزمان, بل ومحاولاتهم الدوؤبه لإستخلاص أي إعجاز أو إبداع أو خوارق من كتاب تحتمل كلماته ملايين المعانى بلا نهاية, ومن أعجب ما قرأته من إنتقادات لكتاب نوسترادمواس أنه غير واضح ويحتمل العديد من التفسيرات وأنه مبهم وغامض في بعض أجزائه, كل ما سبق ليس بعجيب, لكن العجيب بحق أن تصدر تلك الإنتقادات من مسلمين!, فلو طبق هؤلاء نفس تلك المعايير على القرآن لخرجوا بنفس النتيجة بلا أدنى شك, ولو إقتنعوا أن محمد بشر مثله مثل نوستراداموس وأن إعجاز نوستراداموس في كتابه لا يقل (إذا إعتبرنا كليهما إعجاز ولو لغوي من الأساس) عن إعجاز محمد في قرآنه, فهل يرى المسلمون أنهم يظلمون محمداً ظلماً شديداً عندما ينتقدون ويهاجمون نوستراداموس وكتابه المحفوظ؟

هل يدرك المسلمون أن إعجاز القرآن العلمي لا معنى له إذا ظهر بعد حدوث الإكتشاف العلمي؟ كما يدركون هم أن إعجاز نوستراداموس التنبؤي غير ذو فائدة إذا فُسر بعد حدوث النبؤة وليس قبلها؟

هل توجد أي فروق (جوهرية) (لا غيبية) بين محمد وقرآنه ونوستراداموس وتنبؤاته؟

من الممكن أن يقال عن نوستراداموس أن الوحي كان يأتيه (كما قال هو عن نفسه), أو أن كل تنبؤاته من قِبل الخالق البارىء لهذا جاء أغليها صحيح, ولكن, ألا يعني هذا أنه يتساوى مع محمد (في معجزته الأصلية) ألا وهي تأليف كتاب معجز لا يستطيع بشري الإتيان بمثله, بل وحفظه من التحريف أيضاً؟

تمنياتي بمقارنة مفيدة للمسلمين .....

تحياتي العطرة ....

http://el7ad.com/smf/index.php/topic,30593.msg305228.html#msg305228

الأربعاء، 21 مايو 2008

خواطر في نقد التفكير الإسلامي

لا أعتبر تلك الخواطر أداة للهجوم على الأديان في حد ذاتها أو تقليل من شأن معتنقيها, فقط أحاول قدر الإمكان تقديم نقد لا أعتبره لاذع للطريقة التي يفكر بها كل متدين إعتبر الدين هو المحور والأساس لكل خطوة في حياته, تلك الخواطر هي دعوة لإعادة التفكير في المسلمات وتكسير بعض الأصنام التي إعتدنا عليها دون إعمال بعض العقل بشأنها .....

خمر ونساء وشذوذ:

كل ما يفكر فيه المسلم بشأن دنياه يحيله مباشرة للجنه الموعوده من ربه ورسوله, الحياة بأسرها ما هي إلا محطة لتجميع أكبر قدر ممكن الحسنات لإستثمارها بشكل نفعي بحت بعد الموت, ولكن كيف يجمع المسلم حسناته؟ هذه هي المعضلة الحقيقية التي نتحدث عنها.

للمسلم عدة وسائل لتحصيل ما يثقل كفة ميزان الخير, منها مثلاً أن يتدخل في حياة غيره تحت غطاء شرعي يسمى الدعوة أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الخوف على الآخر من الجحيم وعذابه, ومن الطرق الأخرى التي يستخدمها المسلم ليحصل على تأشيرة دخول الجنه الجهاد في سبيلها (وليس في سبيل الله), فالمراد الأول والأخير من الجهاد والإستشهاد وقتل الأنفس لرفع راية الإسلام هو جنة تجري من تحتها الأنهار وحور عين وغلمان كاللؤلؤ المنثور, ولم نر يوماً أحدهم يحفز زملائه بالموت في سبيل الله حتى يحظون بمغفرته أو رحمته أو لقائه على إنفراد والحظو بشرف التحدث معه بعد أن أنهى مهمته الجليلة على الأرض في سبيله, التحفيز دوماً يأتي من جهة الجنه ونعيمها فقط لا غير.

وقد يفعل المسلم المستحيل لينال كمية من الحسنات تكفيه لدخول الجنه برصيد مطمأن كأنه ينافس غيره فيمن يدخل أولاً ومن سيحتل أعلى مراتب الجنه ومن سيحظى بأدناها, وهو ما يجعله متلهف للموت حتى ينال طعام وشراب من أشهى ما يكون, وعذارى يبلغن الإثنان وسبعون كلما فضضتهم في المساء تستيقظ لتجدهم عذارى من جديد, مع الوضع في الإعتبار أن عملية فض غشاء البكارة ليست بتلك المتعه التي تستحق أن تموت من أجلها ملايين الأنفس, والأدهى والأمر أننا نجد في الجنة كل ما حرمه الله على الأرض, فنجد الخمر (التي إختلف عليها العلماء من كونها مسكرة أم لا, وإذا كانت مسكرة فهي محرمه, وإذا لم تكن مسكرة فهي ليست خمر!), ونجد أن عدد الزوجات يصل لإثنين وسبعين إلى جانب الزوجات الشرعيات من الحياة الأرضية ومضاف إليهن الجواري والسرائر والسبايا وملك اليمين, وهو ما يخالف آية مثنى وثلاث ورباع شرط العدل بينهن, ومن أعجب جوائز الجنه على الإطلاق هي حرية ممارسة الشذوذ وتحت رعاية إلهية كامله, وإلا فهل من تفسير لوجود الغلمان المخلدون؟ مع العلم أن عقوبة اللواط في الإسلام هي الرمي من علِ!, فهل يحلل الله فعل أقيم له حد بواسطته على الأرض (الخمر واللواط)؟ وهل يحلل الله أربع زوجات بشرط العدل ثم يبيح تعدد يصل لأصعاف أضعاف ما قدّره هو مسبقاً, وبدون وضع شروط؟


الإيمان الإسلامي بين الواقع والغيب:

قد أقبل أن يؤمن المسلم بالله دون أن يراه, تلك ليست مشكلة على الإطلاق في ظل تفسير الظواهر الطبيعية بطريقة خيالية إسطورية نتيجة لإحدى عوامل الجهل أوالفقر أوالمرض الذي تعاني منه أغلب الدول العربية أو الإسلامية, ولكن ما لا أقبله على الإطلاق أن يؤمن المسلمون بنبوة إنسان لا يجدون أي دليل على نبوته سوى كتاب غير معلوم من كتبه ومتى وغير مفهوم في كثير من صفحاته! والأعجب أنهم يؤمنون به بتسليم لا رجعة فيه كأن معجزاته ملئت الكون شرقه وغربه, شماله وجنوبه حتى يعجب المرء ممن لا يؤمنون به! وقد تحديت سابقاً أحد المسلمين بأن نفتح قبر الرسول لنرى هل جثته سليمة كما قال هو عن أن الأنبياء لا تأكل جثثهم الأرض أم ستكون تراباً كما أنبئتنا الطبيعة؟ فما كان جوابه إلا "لو قادر على فتح القبرفتفضل بفتحه وسننتظر النتائج!", فهل يصل الإيمان بإنسان لتلك الدرجه التي نتجاهل فيها قوانين الطبيعة في سبيل تمجيده؟


الإيمان بوجود خالق لكل شىء مريح نفسياً لمحدودي العلم وللراغبين في إراحة العقل, أما الإيمان بوجود شخص خارق فعل أفاعيل ضد الطبيعة وبدون تقديم أي أدله على تلك الأفاعيل فهو ما لا يمكن قبوله خصوصاً مع تعطيل كامل للعقل والمنطق يصحبه بالطبع الإيمان بخيالات هذا الشخص وإتباع أوامره دون تفكير لدرجة قتل الأخ والإبن وهجران الزوج تنفيذاً لما قاله!

الشغف بإتباع قائد ملهم أو نبي معجز أو رسول منقذ هو حلم الضعفاء الغير قادرون على الفعل فيحمّلون مسئوليته لغيرهم مع إعطاؤه دفعات معنوية لا نهائية حتى يقودهم لإنتصارات متتالية حتى لو كانت وهمية, والأمثله من التاريخ كثيرة لا تعد ولا تحصى, فمن الإسكندر الأكبر لجنكيز خان لمحمد لهتلر نجد نفس الإسلوب في إتباع القطيع للرجل القوي مع تمجيد وتعظيم وتفخيم غير معتاد, فقط يختلف الأمر من شعوب لأخرى في طريقة التمجيد والتفخيم, الأسكندر الأكبر وجنكيز خان مثلاً لازالوا يعتبرون حتى الآن من أعظم العسكريين في العالم, ولكنهم ليسوا مقدسين ببلدانهم, هتلر الآن يعتبر عقلية عسكرية قائدة فذة, لكن الألمان مثلاً يتوارون خجلاً من أفعاله ولا يكابرون بشأنها, المسلمين لأنهم دائماً متميزون إعتبروا نجاح محمد بجيوشه في إحتلال أراضي الغير مجد بلغ درجة القداسه بل والألوهية (الله نفسه يصلي عليه ويسلم), وصاروا يتبعون سنته ويقدسون سيرته ويهددون بقتل كل من ينتقده دون الوضع في الإعتبار أنه من الممكن أن يكون بشر مثلنا يصح إنتقاده أو عدم الإيمان بكونه من السماء.

بالطبع من الصعب إقناع جماهير المسلمين بإعادة التفكير في قائدهم وملهمهم محمد, ومن المستحيل أن يعيدوا التفكير فيه من جديد من وجهة نظر بشرية إنسانية بحته, فتلك الهاله من القدسية والإعجاز هي من تجعلهم يعيشون دوماً وهم أنهم الأفضل دون الوقوف على أرض حقيقية تدعم هذا الإعتقاد.


الإعجاز العلمي أساس الإيمان:

كلما تناقشت مع مسلم عن الأسباب التي تقنعه بكون الإسلام هو الدين الحق الرباني المنزّل من السماء لم أجد إجابه سوى "ألم تسمع عن الإعجاز العلمي في القرآن؟ هل تريد إثبات أكثر من هذا؟", وهو ما يحيلني مباشرة للسؤال المنطقي جداً من وجهة نظري وهو "وماذا عن مرحلة ما قبل زغلول النجار وإعجازه العلمي؟ هل كان المسلمون غير مؤمنون مثلاً؟", فلا أجد إجابه سوى إلتفاف وتغيير للموضوع كأنه لم يكن!

لولا الإعجاز العلمي في القرآن لما طال النقاش كثيراً بيني وبين المسلمون, فوقتها سيكون اغلب النقاش عن "فلتأتوا بمثله" أو "إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون", وهو بالطبع النقاش الذي لن يصمد طويلاً امام أشعار المتنبي ومسرحيات شيكسبير وكوميديا دانتى أليجري الإلهية والأياذة والأوديسة لهوميروس ورسالة الغفران لأبو علاء المعرّي.

التشبث بوهم الإعجاز العلمي في القرآن هو طوق النجاة الأخير أمام لا معقولية الدين وتناقضه مع تطور الإنسانية وحقوق الإنسان وحرية المرأة, بل وحتى طوق النجاة الأخير هذا كان-لحسن الحظ- سبب في إلحاد أو لا دينية على الأقل العديد من المسلمين الذين رأوا في الإعجاز العلمي تناقض مع العلم الحديث واضح وصريح, وصار ربط القرآن بالعلم هو وسيلة الجاهلين بأسس العلم (وهم كثر في العالم الإسلامي) للإقتناع بصحة دينهم أو الذين يستغلون الدين في التربح والشهرة بواسطة ربطه بالعلم لتخدير العقول المغيبة أو لإضافة بعض الإثارة والتشويق لدين كان قد قارب على الإنتهاء لولا تلك الخدعه الجهنمية الإعجازية.


تسلسل التفكير الديني ونتائجه:

تفكير الإنسان المتدين دائماً ما يبدأ من نقطة إنطلاق إسطورية غير مستندة على حقائق ليصل في النهاية لنتيجة لا تمت بصله للواقع الذي يعيش فيه, ولتفسير هذا التسلسل في التفكير نأخذ مثال بسيط ....

البداية : يقول المسلم أن دينه هو الحق وهو الخاتم.

ثم : لابد أن ينتشر في كل بقاع الأرض.

وبعد : وأعدوا لهم ما إستطعتوا.

عندها : الإسلام أو الجزية أو القتال.

النتيجة : فرض الإسلام قسراً سواء بالقتال أو بالدعوة أو بالإرهاب.

مثال آخر .....

البداية : آدم هو أول المخلوقات.

ثم : الإنسان هو خليفة الله على الأرض بتسلسل الرسل والأنبياء.

وبعد : بتتبع أعمار الأنبياء نجد أن عمر الإنسان على الأرض لا يزيد على عشرة آلاف عام.

عندها : نكتشف أن عمر الإنسان بشكله الحالي حوالي مليونان من السنوات, وأنه كانت تعيش قبله كائنات لا حصر لها تسمى الديناصورات وغيرها بالطبع, ثم تأتى نظرية التطور لتوضح ما خفى.

النتيجة : يقتنع المسلم بأن العلم ضد الدين لأنه يتناقض مع حقائقه, وبالتالي يرتكن لإهمال العلم الذي سيزعزع دينه في سبيل كليات الشريعة والقانون والفقه والدعوة.

مثال أخير .....

البداية : كل من هو غير مسلم كافر.

ثم : الكفرة مصيرهم جهنم حمراء مخلدون فيها لا ينتهي عذابهم.

وبعد : نساءهم حلال وأموالهم حلال وقتلهم جهاد في سبيل الله لننال جنة الخلد.

عندها : الكره فريضة, وتضييق الطريق عليهم سنه, وعدم مصافحتهم إلتزام, ومعاملتهم كمواطنين درجه ثانية واجب, ودعوتهم للإسلام بشكل مستمر جهاد, وإتخاذهم أصدقاء فتنه تؤدي بصاحبها لأن يحاسب على دين خليله.

النتيجه : فتنة طائفية, تمييز عنصري, تحريض على الكراهية والقتل, إضطهاد, تهديدات, فرض للأمر الواقع, تبريرات منطقية لكل ما سبق.

كل تلك الأمثله إن دلت على شيء فهي تدل على أن البدايات الخاطئه لابد لها من نهايات خاطئه تهدد منظومة العقل المسلم بالكامل وتعيقه عن التطور وتعزله عن مجريات ما يحدث حوله في العالم, وهنا لابد من إعادة النظر في تلك البدايات وتصحيحها حتى نرتقى بتلك العقلية بغض النظر عن إستمرار إيمانها بالدين أو الإتجاه للبدائل التي سبق وأن تكلمنا عنها في هذا الموضوع (البدائل المتاحه في حال إلغاء الديانة)

تحياتي ....

الجمعة، 9 مايو 2008

هل الإسلام حقاً ليس بدين عنف؟

كثيراً ما تلقينا التوبيخ ووصمنا بالإنحياز والبعد عن الموضوعية عند تناولنا لمسألة عنف الدين الإسلامي (وسائر الأديان الإبراهيمية صراحة), وعادة كانت الإجابات من شاكلة أنه دين التسامح واللين والمرونه, ولكن في النهاية يقف كلاً على موقفه لا يتزحزح قيد أنمله ...

في موضوع اليوم نتناول بالبحث قضية العنف والتشدد في الدين الإسلامي من منظور لاهوتي وتاريخي حتى نستطيع أن نقف على الحقيقة بموضوعية وحياد ....

بداية نستعرض مفهوم العنف في الدين حتى نكون على بينة من دواعى وجوده ومبرراته والأسباب التي دعت إليه :

مفهوم العنف :

عرف ( لافو ) العنف : بأنه العنف الجسدي أو التهديد به, وجميع أشكال الضغط والسيطرة والاستغلال.

أما ( ريمون ) فقد ذهب ابعد من العنف الجسدي بوصفه العنف : تطاولا على الحرية.

أما تعريف الإرهاب لدى ( ينتشاييف ) فيتلخص في تدمير قوى الشر وعلى أنقاضها يبنى مجتمع جديد وطبيعي.

أما العنف لدى ( تروتسكي ) فيتلخص في كونه مضادا للإرهاب وانه في هذه المرحلة تتغلب الطبقة على العدو بالاستخدام المنظم الفعال للعنف.

وبتتبع نظريات كيم ايل سونغ نجد انه عرف العنف الثوري بأنه أعلى صور النضال من اجل الحرية.

ويعرف ( جينكنز ) الإرهاب بأنه العنف الذي يهدد ضحاياه سواء كان بممارسة الأفراد والجماعات للعنف المصمم ميدانيا لتحقيق الخوف أو الرهبة الذي يؤدي إلى ضحية الإرهابي الذي قد لا تكون له أي علاقة بالإرهاب, إن الإرهاب هو العنف الموجه للعامة المراقبين, ويكون الخوف هو الأثر المستهدف تحقيقه.

وهكذا يتبين لنا أن أهم صور العنف هي التهديد بإستخدام القوة أو إستعمال القوة لتحقيق هدف معين, وهو بإختصار ما فعلته وتفعله الأديان على مر العصور, بل وفعلته الأيدولوجيات الحديثة مثل الإمبريالية الرأسمالية والشيوعية في بعض الأحيان.

ولكن ماذا عن الدين الإسلامي؟ هل فعلاً إستخدم العنف في سبيل تحقيق أهدافه بالتهديد تارة وبالإستخدام الفعلي تارة أخرى؟

مظاهر العنف في الدين الإسلامي لاهوتياً وتاريخياً :

كثير من آيات القرآن حثت المسلمين الأوائل على إستخدام القوة لتحقيق أهداف نشر الدين سواء بالتهديد أو الإرهاب أو بالفعل العنيف, والأمثله كثيرة سواء من القرآن أو السنه, ولكن في الفقرة التالية سنعرض ثلاث آيات على وجه الخصوص تحثان على إستخدام العنف لنشر الدين والحفاظ عليه أو لإرهاب العدو كوسيلة لزرع الخوف في قلبه قبل الهجوم, وإليكم :

وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (البقرة 193)

تفسير إبن كثير :

ثم أمر الله تعالى بقتال الكفار " حتى لا تكون فتنة" أي شرك قاله ابن عباس وأبو العالية ومجاهد والحسن وقتادة والربيع ومقاتل بن حيان والسدي وزيد بن أسلم " ويكون الدين لله " أي يكون دين الله هو الظاهر العالي على سائر الأديان كما ثبت في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال : سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال : " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " وفي الصحيحين " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله " . وقوله " فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين " يقول تعالى فإن انتهوا عما هم فيه من الشرك وقتال المؤمنين فكفوا عنهم فإن من قاتلهم بعد ذلك فهو ظالم ولا عدوان إلا على الظالمين وهذا معنى قول مجاهد أن لا يقاتل إلا من قاتل أو يكون تقديره فإن انتهوا فقد تخلصوا من الظلم وهو الشرك فلا عدوان عليهم بعد ذلك والمراد بالعدوان هاهنا المعاقبة والمقاتلة كقوله " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " وقوله وجزاء سيئة سيئة مثلها " " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " ولهذا قال عكرمة وقتادة الظالم الذي أبى أن يقول لا إله إلا الله .

كما نرى في الآية وتفسيرها وما حواه التفسير من أحاديث تحث على الجهاد في سبيل الله (قتال الكفار) ولإعلاء الدين الإسلامي على غيره من الأديان, وفي نفس التفسير ينتقل إبن كثير من قتال الكفار لإنهاء الشرك إلى الدعوة لقتال من يقاتل المسلمين بعد إنهاء الشرك, أي أنه لا يدعو لقتال المسلمين, الأمر الذي يجعل إتجاه العنف دوماً ناحية غير المسلم حتى يعلن إسلامه فيعصم دمه وماله على المسلمين.

إذاً العنف هنا مبرر, عنف يستخدم القوة في سبيل نشر الفكرة التي لن تنتشر بالإقناع فقط, إنما وجب وجود قوة السلاح إلى جانبها كحافز مسرّع لنشرها ولحمايتها أيضاً ممن قد يعوقون مسيرتها إما من جانب الأديان الأخرى أو لتضارب المصالح, ولكن في نفس الوقت لا يمكن نفي أن العنف في النهاية تم إستخدامه برغم الإختلاف على الأسباب التي دعت إليه.

اما الآية الثانية فهي :

فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة 5)

تفسير إبن كثير :

وقوله " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " أي من الأرض وهذا عام والمشهور تخصيصه بتحريم القتال في الحرم بقوله " ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم " وقوله " وخذوهم " أي وأسروهم إن شئتم قتلا وإن شئتم أسرا وقوله " واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد " أي لا تكتفوا بمجرد وجدانكم لهم بل اقصدوهم بالحصار في معاقلهم وحصونهم والرصد في طرقهم ومسالكهم حتى تضيقوا عليهم الواسع وتضطروهم إلى القتل أو الإسلام ولهذا قال " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم " ولهذا اعتمد الصديق رضي الله عنه في قتال مانعي الزكاة على هذه الآية الكريمة وأمثالها حيث حرمت قتالهم بشرط هذه الأفعال وهي الدخول في الإسلام والقيام بأداء واجباته ونبه بأعلاها على أدناها فإن أشرف أركان الإسلام بعد الشهادتين الصلاة التي هي حق الله عز وجل وبعدها أداء الزكاة التي هي نفع متعد إلى الفقراء والمحاويج وهي أشرف الأفعال المتعلقة بالمخلوقين ولهذا كثيرا ما يقرن الله بين الصلاة والزكاة وقد جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة " الحديث وقال أبو إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : أمرتم بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ومن لم يزك فلا صلاة له . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أبى الله أن يقبل الصلاة إلا بالزكاة وقال يرحم الله أبا بكر ما كان أفقهه . وقال الإمام أحمد : حدثنا علي بن إسحاق أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا حميد الطويل عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ; فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها ; لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم " ورواه البخاري في صحيحه وأهل السنن إلا ابن ماجه من حديث عبد الله بن المبارك به . وقال الإمام أبو جعفر بن جرير حدثنا عبد الأعلى بن واصل الأسدي حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده وعبادته لا يشرك به شيئا فارقها والله عنه راض " قال وقال أنس : هو دين الله الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربهم قبل هرج الأحاديث واختلاف الأهواء وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما أنزل قال الله تعالى " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم " قال : توبتهم خلع الأوثان وعبادة ربهم وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ثم قال في آية أخرى " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين " ورواه ابن مردويه ورواه محمد بن نصر المروذي في كتاب الصلاة له . حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا حكام بن سلمة حدثنا أبو جعفر الرازي به سواء وهذه الآية الكريمة هي آية السيف التي قال فيها الضحاك بن مزاحم أنها نسخت كل عهد بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أحد من المشركين وكل عقد وكل مدة وقال العوفي عن ابن عباس في هذه الآية : لم يبق لأحد من المشركين عهد ولا ذمة منذ نزلت براءة وانسلاخ الأشهر الحرم ومدة من كان له عهد من المشركين قبل أن تنزل براءة أربعة أشهر من يوم أذن ببراءة إلى عشر من أول شهر ربيع الآخر وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية قال : أمره الله تعالى أن يضع السيف فيمن عاهد إن لم يدخلوا في الإسلام ونقض ما كان سمي لهم من العقد والميثاق وأذهب الشرط الأول وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال : قال سفيان بن عيينة قال علي بن أبي طالب : بعث النبي صلى الله عليه وسلم بأربعة أسياف سيف في المشركين من العرب قال الله تعالى " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " هكذا رواه مختصرا وأظن أن السيف الثاني هو قتال أهل الكتاب لقوله تعالى " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " " والسيف الثالث " قتال المنافقين في قوله " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين " الآية . " والرابع " قتال الباغين في قوله " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله " ثم اختلف المفسرون في آية السيف هذه فقال الضحاك والسدي هي منسوخة بقوله تعالى " فإما منا بعد وإما فداء " وقال قتادة بالعكس .

من التفسير السابق لإبن كثير يتضح لنا الكثير والكثير, قتال الكفار (من ليسوا على دين الإسلام أو من لا يطبقون فروضه) يعد ركيزة أساسية من ركائز الدين الإسلامي سواء في نشره أو الحفاظ عليه, وهو ما يحيلنا لمن ينفي على طول الطريق أي تهمه تثبت على الدين الإسلامي العنف, والأدلة عديدة, منها الآيات الواردة في التفسير السابق والأحاديث بل وحادثة حروب الردة التي إستند فيها أبو بكر الصديق للقرآن والسنه كمبرر لممارسة العنف والتصفية تجاه من توقفوا عن دفع الزكاة.

وإذا نظرنا لمبررات إستخدام العنف الإسلامي من منظورنا الإنساني في وقتنا الحاضر سنجد أنها بعيدة كل البعد عن مفهوم حرية الرأي والمعتقد والحق في حياة آمنه دون تهديد.

ولننتقل للآية الثالثة والأخيرة :

قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (التوبة 29)

تفسير إبن كثير :

وقوله تعالى " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " فهم في نفس الأمر لما كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم لم يبق لهم إيمان صحيح بأحد الرسل ولا بما جاءوا به وإنما يتبعون آراءهم وأهواءهم وآباءهم فيما هم فيه لا لأنه شرع الله ودينه لأنهم لو كانوا مؤمنين بما بأيديهم إيمانا صحيحا لقادهم ذلك إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم لأن جميع الأنبياء بشروا به وأمروا باتباعه فلما جاء كفروا به وهو أشرف الرسل علم أنهم ليسوا متمسكين بشرع الأنبياء الأقدمين لأنه من الله . بل لحظوظهم وأهوائهم فلهذا لا ينفعهم إيمانهم ببقية الأنبياء وقد كفروا بسيدهم وأفضلهم وخاتمهم وأكملهم . ولهذا قال " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب " وهذه الآية الكريمة أول الأمر بقتال أهل الكتاب بعد ما تمهدت أمور المشركين ودخل الناس في دين الله أفواجا واستقامت جزيرة العرب أمر الله رسوله بقتال أهل الكتابين اليهود والنصارى وكان ذلك في سنة تسع ولهذا تجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتال الروم ودعا الناس إلى ذلك وأظهره لهم وبعث إلى أحياء العرب حول المدينة فندبهم فأوعبوا معه واجتمع من المقاتلة نحو من ثلاثين ألفا وتخلف بعض الناس من أهل المدينة ومن حولها من المنافقين وغيرهم وكان ذلك في عام جدب ووقت قيظ وحر وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الشام لقتال الروم فبلغ تبوك فنزل بها وأقام بها قريبا من عشرين يوما ثم استخار الله في الرجوع فرجع عامه ذلك لضيق الحال وضعف الناس كما سيأتي بيانه بعد إن شاء الله تعالى . وقد استدل بهذه الآية الكريمة من يرى أنه لا تؤخذ الجزية إلا من أهل الكتاب أو من أشباههم كالمجوس كما صح فيهم الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر وهذا مذهب الشافعي وأحمد في المشهور عنه وقال أبو حنيفة رحمه الله : بل تؤخذ من جميع الأعاجم سواء كانوا من أهل الكتاب أو من المشركين ولا تؤخذ من العرب إلا من أهل الكتاب . وقال الإمام مالك : بل يجوز أن تضرب الجزية على جميع الكفار من كتابي ومجوسي ووثني وغير ذلك ولمأخذ هذه المذاهب وذكر أدلتها مكان غير هذا والله أعلم . وقوله " حتى يعطوا الجزية " أي إن لم يسلموا " عن يد " أي عن قهر لهم وغلبة " وهم صاغرون " أي ذليلون حقيرون مهانون فلهذا لا يجوز إعزاز أهل الذمة ولا رفعهم على المسلمين بل هم أذلاء صغرة أشقياء كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه " ولهذا اشترط عليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تلك الشروط المعروفة في إذلالهم وتصغيرهم وتحقيرهم وذلك مما رواه الأئمة الحفاظ من رواية عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال : كتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى من أهل الشام بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب منها ولا نحيي منها ما كان خططا للمسلمين وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل وأن ننزل من رأينا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم ولا نأوي في كنائسنا ولا منازلنا جاسوسا ولا نكتم غشا للمسلمين ولا نعلم أولادنا القرآن ولا نظهر شركا ولا ندعو إليه أحدا ولا نمنع أحدا من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه وأن نوقر المسلمين وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا الجلوس ولا نتشبه بهم في شيء من ملابسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا نتكلم بكلامهم ولا نكتني بكناهم ولا نركب السروج ولا نتقلد السيوف ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله معنا ولا ننقش خواتيمنا بالعربية ولا نبيع الخمور وأن نجز مقاديم رءوسنا وأن نلزم زينا حيثما كنا وأن نشد الزنانير على أوساطنا وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا وأن لا نظهر صلبنا ولا كتبنا في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم ولا نضرب نواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيفا وأن لا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء في حضرة المسلمين ولا نخرج شعانين ولا بعوثا ولا نرفع أصواتنا مع موتانا ولا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم ولا نجاورهم بموتانا ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين وأن نرشد المسلمين ولا نطلع عليهم في منازلهم . قال فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه ولا نضرب أحدا من المسلمين شرطنا لكم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا عليه الأمان فإن نحن خالفنا في شيء مما شرطناه لكم ووظفنا على أنفسنا فلا ذمة لنا وقد حل لكم منا ما يحل من أهل المعاندة والشقاق .

من كل ما سبق يتضح لأي مدى إستخدم الإسلام العنف (وهنا ليس عنف بدني, بل نفسي لأقصى درجه) حين وصم أهل الكتاب (أو الكفار عموماً) بالأذلاء الحقراء الأدنى مرتبة من المسلمين, وفي كتاب عبد الرحمن بن غنم الأشعري كما هو ملون بالأحمر يتضح لأي حد كانت التفرقة بين المسلمين وأهل الكتاب في المعامله والطقوس الدينية والحقوق والواجبات بل والملبس والمظهر وحتى في الكلام والأسماء, وهو ما يعد عنف واضح المعالم تجاه المدنيين المخالفين في الرأي والمعتقد.

من كل ما سبق يتضح أن العنف في الدين الإسلامي وجد سواء عنف بدني أو نفسي وسواء تجاه المسلمين غير المطبقين للفروض أو تجاه أهل الكتاب أو الكفار عموماً, وهو عنف مشروع إذا وضعنا في الإعتبار أنه تم إستخدامه لفرض فكرة معينة في زمن معين لم يعرف مفاهيم حديثة مثل حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير والمعتقد والإلتزام بالمواثيق والأعراف الدولية, وهو ما يؤكد فكرة أن الإسلام إتخذ من العنف البدني والنفسي وسيلة لنشر الدين الجديد والتوسع الإمبراطوري والحفاظ عليه من الأخطار الخارجية, ولكن في نفس الوقت ينبغي الإشارة إلى أن إستخدام العنف في ذلك الوقت كان يعد أمراً عادياً تمارسه الشعوب والقبائل والأيدولوجيات البدائية.

في النهاية أعتقد من وجهة نظر شخصية أن كلا الفريقين (المدافع عن عدم وجود عنف في الإسلام والجانب المقابل له) ليسوا على حق فيما يذهبون, فلا الإسلام كان بريئاً من العنف البدني والنفسي كمنهج, والقرآن والسنه والتاريخ الإسلامي شاهدين على ذلك, ولا الإسلام كان دين عنيف على طول الخط وبداعى أو بدون, الإسلام شأنه كشأن أي فكر جديد يسعى للإنتشار, إستخدم كل الوسائل, المشروع منها والغير مشروع, ليقوى شوكته ويزرع الرعب في قلوب منافسيه وإستخدم القوة والإرهاب ليستحق الرهبه والعظمه التي لم يكن لها طريق في تلك الأزمان الغابرة إلا بالعنف الممنهج والردع القاسي.

الخميس، 6 مارس 2008

يوميات في الجنة

إنتقال :

تمخض الموت فولد جنه, نعم, هذا هو حالي, العبد الفقير لله توفاه ربه فأدخله جنة الخلد, أنعم فيها بالخيرات أينما ذهبت, أتولى فيها زمام أمري دون رقيب أو حسيب, حرية مطلقة بلا قيود, نهار لا ينتهي وربيع أبدي وهواء نقي وماء صافي, وجوه بيضاء مشرقة ونهود بازغه وفرش أنعم من ريش النعام, هدوء وسكينة وراحة بال فوق التخيل, ماذا يتمنى المرء أكثر من الجنه ؟

نهاية النشوة الأولى :

من وقت لآخر يطوف غلمان لم أرى جمالاً من قبل يضاهيهم, إذا أردت تقريب الصورة فهم أقرب في الشبه للممثل الأمريكي ليوناردو دي كابريو مع مسحه أنثوية وبياض بشرة يجعلهم يملكون الناصيتين, الذكورية في الوجه والجسم والأنثوية في الغنج والإغراء, هؤلاء الغلمان وظيفتهم الأساسية توزيع نوع من أنواع الشراب له رائحه غاية في التميز والروعة وطعم أقرب للخمر ولكنه ليس بخمر, لدرجة أنني ألححت على غلام منهم أن يأتيني بكمية أكبر من المعتاد حتى أعرف هل سأصل حقاً لحالة السكر البيّن التي لطالما سمعت عنها من أصدقائي في الأرض وقت حياتي أم لا ؟ وبالفعل بعد أن إنغمست في الشرب لدرجة غير محتمله لم أسكر ولم أصل للنشوة التي كنت أرى أصدقائي عليها وقت سكرهم, ومن يومها لم أقرب لشراب الغلمان مره أخرى .....

لا توجد مواعيد محدده للطعام, فيمكنني أن آكل وقتما أشاء وبكميات لا حصر لها, كذلك لا توجد قيود على نوعية الأكلات (ماعدا لحم الخنزير والميته والدم بالطبع), يمكنني أن أتناول الوجبه الأولى من المطبخ الإيطالي, والثانية من الياباني, والثالثه من المصري, كذلك هو الحال بالنسبه للحلويات, فقط لا يمكنني أن أتذكر متى بدأت في كره نوعيات الأطعمه المختلفه, المشكلة أنني هنا من زمن طويل لا أعلم متى بدأ ولا كم مر منه, لهذا أجد ذاكرتي في كثير من الأحيان تخونني عندما أريد معرفة بداية حدث ما أو نهايته, لكني أعلم الآن على وجه اليقين أن الطعام لم يعد يشكل أي متعه بعد فترة, وأصبح مثله مثل أي شيء آخر في تلك الجنه البالغة الملل ...

تشوه جنسي :

من أروع متع الجنه على الإطلاق, مخلوقات غاية في الرقه والوداعه, تتحدث معها فتشعرك بالملائكية, تمارس معها الجنس فتسمو بروحك لأعلى الدرجات وتجدها تتحول تلقائيا لفتاة من فتيات البورنو الأمريكي من الدرجة الأولى, تقوم معك بكل ما تخيلته في حياتك ولم تستطع فعله, تشعرك بأحاسيس راودتك في أحلامك فقط, قبل أن تطلب منها ما يمتعك تجدها تفعله بكل بساطه, لا خجل ولا حياء ولا إخفاء لمشاعر, لا معنى للبرود معها, ولا مكان للإشتهاء المستحيل.

في مره من المرات قررت ممارسة الجنس مع إحداهن لمدة أطول من الطبيعي, وبعدد من المرات غير معتاد, في محاولة متعمدة لإنهاكي لأقصى درجة, كان هدفي الأساسي هو كسر قاعدة تقول بأن الرجل في الجنه لا تنفذ منه القوة الجنسية مهما فعل, وبعد ممارسة دامت لخمسه وعشرون مره متصله بلا توقف توصلت للنتيجة النهائية, لا يوجد أي إختلاف بين الممارسه في أول مره وفي آخرها ! إكتشاف يبعث على الإكتئاب رغم أنه يمثل قمه من قمم الأحلام الإنسانية مستحيلة المنال, إلا أن منالها يصل في النهاية لقمة الإكتئاب, فبوجودها إنتهت تماماً أي محاولة للتطور أو الحلم, خاصة مع وجود كل هذا الكم من حور العين فائقي الجمال والروعة والإثارة, فماذا عن حلمي بممارسة الجنس مع السمراء أو الخمرية أو الآسيوية ؟ وماذا عن التغيير من ناحية الجسم ؟ كلها أحلام لا يمكن تحقيقها في جنة الرب ....

قوالب متحركة :

في وقت شدة الملل نتجمع أنا وبعض الأصدقاء ممن وجدتهم في الجنه لنتكلم عن حياتهم في الأرض كيف كانت وما حدث لهم ليدخلوا الجنه ؟ أحدهم قال لي أنه لم يكن إنساناً صالحاً بأي مقياس من مقاييس الأديان جميعها, وأنه لطالما تخيل نفسه في سعير جهنم بعذاباتها الرهيبة الأبدية, ولم يتخيل يوماً أنه سيدخل جنة الخلد على يد ألد أعدائه على الأرض, فقد حدث أن قامت حرب ضارية بين وطنه ودولة مجاورة تحتل أجزاء من أرض بلده, وشارك في تلك الحرب أخاه الصغير كجندي مشاه في الخطوط الأمامية, بمعنى أصح إستشهد في تلك الحرب قبل أن تبدأ, وفجأه وجد نفسه أمام رجال الدين يبشروه بدخول الجنه من أوسع أبوابها لأن أخاه سيشهد له يوم القيامه وسيمنحه صك دخول الجنه بلا حساب إلا الكبائر التي لا نقاش فيها, وبالفعل كان ما كان, يقول أنه كثيراً ما وجد نفسه رغماً عنه سعيد بإستشهاد أخاه على يد أعداءه, بل ووجد الكثيرين يحسدونه على النعمه التي فوجىء بها تأتي له من غير ميعاد ولا أقل جهد منه سوى بعض الحزن على فقد أخاه, وعندما نفكر جميعنا الآن في حياتنا قبل الجنه وحياتنا الآن نجد أن فترة الأرض كان لكل منا شخصية مستقله تحيا حياة متغيرة مبدعه نكتشف فيها الجديد كل يوم ونقابل فيها جميع صنوف البشر, الآن نحن جميعا نسخه واحده, متشابهه لدرجة التطابق, كل ما يحدث لي هو نفسه ما يحدث لغيري, لا تغيير ولا تجديد, لا إختراع ولا إبتكار, لا عمل ولا تفكير, فقط إشباع رغبات ستجد يوماً طريقها للملل, وسنصحو (هذا على إعتبار أننا ننام) يوماً لنجد أنفسنا غير قادرين على الإستمرار ...

دعوة للذنوب :

هل جربت يوماً في حياتك البشرية الفانية أن تكون شريراً ؟ أن تستمتع بمشاهدة الغير يعاني من أفعالك ؟ أن ترتكب الإثم فقط للنشوة ؟ جربت تلك الأحاسيس كثيراً وقت بشريتي, ولكني كنت دائم الإستغفار والصلاة بعد إرتكابها, لعلمي المسبق برحمة إلهي الواسعه ومغفرته التي هي بلا حدود, ومع ذلك كنت أعود لإرتكاب تلك الآثام كأنها إدمان, ومرت على أوقات كثيرة كنت أشعر خلالها بكوني إنسان من خلال إرتكاب الذنوب والتمتع بها, الآن أعلم أنني أقرب للملاك من الإنسان, وكثيراً ما إنتابتني فكرة إرتكاب أي إثم حتى أستعيد شعور جميل لا أريد نسيانه, وبعد محاولات عديدة فاشلة لم يتبق لي سوى ذكرياتي عن أخطائي الأرضية, أجترها بألم لا نهائي, على أمل أن يحقق لي ربي وعده بأن أمنياتي ستتحقق قبل أن أطلبها, فهل يحقق لي أمنيتي بإرتكاب بعض الآثام ؟

مآساة المعرفة :

أتذكر وقت حياتي الأرضية أنني كنت أستمتع غاية الإستمتاع بمشاهدة القنوات الفضائية والتبحر في عالم الإنترنت, كذلك كانت من هواياتي المستمرة بلا إنقطاع القراءة بشتى صنوفها وألوانها, بل والكتابة في كثير من الأحيان, وعندما أنظر لحالي الآن لا أجد سوى البؤس والشقاء, عالم كامل أحيا فيه للا أخبار أو أفلام أو قصص أو روايات أو مسرحيات أو أوبرا أو أي شكل من أشكال الفنون, لا وجود للمعرفه أو المعلوماتية, إنتهت تماماً جهود البشر وإبداعاتهم, توقفت رحى العقول عن الإنتاج والتطوير, حتى الأحوال لا تتغير إلا بقدر يسير, تغيير نوعية الأطعمه أو تغيير حور عين بأخرى أو شرب بعض العسل واللبن من النهرين العظيميين, تلك هي أخبار الجنه, تغيير في الشكل دون المضمون, راحة للعقل لدرجة البلادة, إنتهاء السعي لمعرفة المجهول ....

نهاية محتومة :

بدأت يومي كالمعتاد بإفطار بسيط مكون من كسرة خبز وقطعة جبن أبيض مع بعض الشاي, بالطبع لا يمكن تسميته إفطار نظرا لعدم وجود ما يسمى باليوم المكون من نهار وليل, ولا يوجد كذلك شىء إسمه نوم يحدد لي بداية اليوم من نهايته, ولكني إعتدت على تقسيم وقتي بحسب نوع الوجبة, بعد إنتهائي من تناول الوجبه التي لم تشبعني بعد جوع نظراً لعدم وجود ما يسمى الجوع والشبع, ناديت على أحد هؤلاء الغلمان ليعطني مما يحمل, أفرغته في جوفي دون شعور وأكملت طريقي, تجولت قليلاً في جنائن تفوح منها روائح الورود بارعة الجمال, ولكني للاسف, إعتدت تلك الروائح فلم أعد أستمتع بها, كذلك لم تعد تبهرني أشكال تلك الجنائن بكل ما فيها من روعة, إنتهت الجولة كما بدأت, لا تغيير ولا نتيجة, إنضممت لجماعة تقرأ القرآن بصوت عذب, إستمعت في البداية ثم قرأت معهم إنسجاماً, بعد قليل وجدت نفسي أنسحب بعد قراءة ما تيسر من صور لا تنفع في الجنه ولا فائدة تذكر منها حالياً, في حياتي الفانية كنت أقرأ تلك السور طمعاً في حسنات تعد بالحرف, والحسنه بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء, الآن لماذا أطلب الحسنات ؟ هأنا ذا في الجنه التي من أجلها طلبت الحسنات, ماذا بعد ؟

لماذا يجب أن أكون طيباً ومسامحاً وهادئاً وعطوفاً .... إلخ ؟

لمن أفعل كل هذا ؟

هل لو فعلت أي ذنب سأحرم من الجنه وأدخل النار ؟ بالطبع لا !

إذن, فهي الحرب !

كلنا أموات :

حاولت قتله أكثر من مره ولم أفلح ! كلما هممت بقتله أجد قوة عجيبة تمنع حركتي, حتى الجنة غير مسموح فيها بالحرية المطلقه كما أوهمنا الأنبياء, معنى الإثم غير موجود, فكرة الخطأ منتهية, الخروج عن المسار غير مسموح به, أين المفر من المثالية المطلقة ؟

جربت أن أغوي واحده من حور العين للتتزوجني وننجنب أطفال نشغل بهم وقتنا, لم أجد سوى علامة إستفهام كبيرة في عينيها ثم نظرات حالمه تعدني بممارسة أروح للجنس حتى أنسى ما أريد, ناديت على واحد من الغلمان طالباً منه ضربي بالكأس الذي يحمله فرفض بلطف مشدداً على ضرورة الإستمتاع بالخمر الغير مسكر دون أذى, راودتني الفكرة الأخيرة علها تنهي مآساتي ....

تمرد :

ناجيت ربي مترجياً إياه أن يمنحني الإذن بالذهاب لجهنم لمشاهدة المعذبين, وهو حق وعد به الله المؤمنين بعد دخولهم الجنه, حقق لي ربي أمنيتي ووجدت نفسي في لمح البصر أقف على قمة برج ما أرى من أعلاه جزء كبير من جهنم وما يحدث فيها بشكل مفصل, شاهدت العذاب الشنيع والقدرة الرهيبة على إستخراج أعتى الآلام البشرية, شاهدت ما يحدث ولم أستطع منع دموعي, ولا حنقي البالغ أيضاً, شاهدت مجموعه في برج آخر تراقب ما يحدث مبتهجه مهلله مكبره تتمنى المزيد من المعاناة لأهل جهنم, إستمر الحال لبعض الوقت ولم أستطع إكمال فيلم الرعب المعوي الذي يستمتع به غيري, ثم أخذت قراري في لحظة خاطفة دون أدنى تفكير أو تردد, بل ودون أدنى شعور, قررت إلقاء نفسي من أعلى البرج في إتجاه جهنم وأهلها, الغريب في الأمر أنني في طريقي لجهنم لم أشعر بخوف أو وجل أو فزع, فقط راحه وهدوء وسكينة شبيهه ببدايات دخولي الجنه, أثناء رحلة السقوط تراءت لي مشاهد عديدة من حياتي الأرضية وحياتي في الجنه, توصلت من خلالها لنتيجة واحده, حياتي البشرية أكثر سعادة بمراحل من جنة الخلد .....

السبت، 2 فبراير 2008

البدائل المتاحة في حال إلغاء الديانة

يقال دوماً أن الفرق بين المتدين والملحد أن الأول يملك منهج حياة يسير عليه, وآخرة يسعى لكسبها ويتجنب خسارتها, ومكارم أخلاق يكتسبها من الدين الحنيف تساعده على أن يكون مواطن صالح في مجتمعه يسعى للخير ويمنع الأذى ويتجنب الشر, وفي نفس الوقت يملك دوماً من الحماسه التي يُكسبها له الدين ما يكفيه لكي يجاهد في سبيله سواء في السلم بالدعوة للدين والحسنى والنهي عن المنكر أو في وقت الحرب بالجهاد في سبيل الله, ويتوقف المسلم دوماً عند نقطة مهمه يعتبرها أهم الفوارق بينه وبين الملحد
وهي :

ما الذي يملكه الملحد كمنهج يسير عليه ؟

ما الذي يدفعه للحياة ويجنبه أن يموت طالما لا توجد آخرة وثواب وعقاب ؟

ما الهدف من الحياة طالما لا يوجد خالق وإختبار ؟

كيف تفرّق بين ماهو أخلاقي وماهو يعتبر غير أخلاقي طالما لا يوجد حلال وحرام ؟

أين المرجعية التي تستند عليها سواء المرجعية الأيدولوجية أو البشرية أو المنهجية ؟


وفي هذا الموضوع نوضح الإجابات عن تلك الأسئلة في محاولة لإعطاء البديل المناسب للدين من وجهة نظر ملحده علمانية إنسانية ...

1 - الدين يقدم منهج للحياة, فأين منهجكم يا ملحدين ؟

منهج الملحد يتلخص في عدة معايير قد تختلف من ملحد لآخر بحسب الثقافة أو البيئة أو التربية, ولكن ما لاحظته بإجماع آراء الملحدين أن الجميع إتفقوا على مبدئين لا إختلاف عليهما :

1 - لا تضر الآخرين ولا تأذيهم بأي شكل من الأشكال سواء البدني أو المعنوي, وحاول بقدر الإمكان ألا تؤذي نفسك.

2 - عامل من حولك كما تحب أن يعاملوك.


بهذين المعياريين فقط تستطيع أن تتعايش مع مجتمعك بشكل أخلاقي بقدر الإمكان, وكما نعلم مثلاً أن الأصل في التحريم بالنسبة للإسلام هو الأذى, هذا بالطبع في الأيام الخوالي, أما الآن فقد إختلف معنى التحريم مع دخول عصر الخزعبلات والأساطير من جديد, ولكي تسير على منهج الإسلام الآن أمامك ترسانة من المحرمات لا أول لها ولا آخر, وكما نرى في معايري الملحدين, لا وجود لهما على الإطلاق في منهج الإسلام, قد يقول البعض أن الرسول قال (لا ضرر ولا ضرار) ولكن, هل من قبيل هذه المقولة التضييق على غير المسلم في الطريق ؟ وهل من قبيل لا ضرر أن نقطع رقبة من يترك الإسلام ؟ وهل من قبيل لا ضرار أن نؤذي الغير في مشاعرهم عندما نجبرهم على دفع الجزية وهم صاغرون ؟ وكما تحب أن يعاملك غيرك عاملهم, وهو غير موجود في الإسلام أيضاً لنفس الأسباب السابق ذكرها, فلا يقبل المسلم أياً مما سبق على نفسه من الآخرين .....

2 - ما الذي يدفع الملحد للحياة ويجنبه أن يموت طالما لا توجد آخرة وثواب وعقاب ؟

الأهداف بالطبع, كل إنسان لابد له من هدف يعيش لأجله, منا من يريد أن ينجح في مجال عمله ويثبت نفسه, ومنا من يريد تربية أطفاله ليصبحوا مواطنين صالحين يريدون الخير لمجتمعهم ويسعون لإصلاحه, ومنا أيضاً من يعيش لإسعاد غيره بأي طريقة, بالطبع لا مجال هنا لتعميم الأهداف على كل الملحدين, إنها فقط أمثلة توضح أن أهداف الملحدين في حياتهم أرقى بكثير من أن تكون لكسب حور العين والغلمان وجنة عرضها السموات والأرض, أن تكون أهدافك دنيوية بحته غرضها الخير والإصلاح أفضل آلاف المرات من أن تؤجل أهدافك لما بعد موتك, الحياة تريد من يحياها ويصلحها الآن, لا تنتظر لغد قد ننخدع فيه مثل الموت, ومن أهم أهداف المسلم مثلاً أن ينشر كلمة لا إله إلا الله بالقتال والجهاد كما قال الرسول الكريم, وهو هدف لعمري غريب, فمن أهداف إصلاحية يدعو لها الملحد لأهداف حربية دموية يدعو لها الإسلام نجد الفارق شاسع ورهيب, ومن ضمن أهداف المسلم أيضاً الدعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وأقوى طرق الدعوة باليد وأضعفها باللسان, وهي من ضمن الأهداف التي تشجع على التدخل في حياة الآخرين وتقويض حريتهم خارج نطاق القانون, فمن حق أي مسلم في تلك الحالة أن يتدخل بغير سلطة القانون وبسلطة إلهية دينية بحته في حياة غيره ويجبرهم على فعل ما يراه من وجهة نظر في صالح الله ورسوله فقط, وبالطبع كل تدخل لمنع المنكر والأمر بالمعروف يعني المزيد من الرصيد في مسزان الحسنات يكفل له نكح 72 حورية عين تظهر لهم بكارة كل يوم وبقضيب لا ينثني كما وعدهم الرسول الكريم, فيالها من أهداف إسلامية ........

3 - ما الهدف من الحياة طالما لا يوجد خالق وإختبار ؟

هل الدخول في الإختبار تم من الأصل بإختيارك عزيزي المسلم ؟ بالطبع لا, فهو نتيجة طبيعية لخطأ آدم وحواء مما دفع الله لإختبارنا جميعاً في الأرض مع منحنا منصب خليفته فيها, الملحد لا يحتاج لإختبار إلهي قد ينجح فيه فيحظى بالمتع الحسية أو يرسب فيه فيخلد في النار الأبدية, الملحد بحاجه لإختبار دنيوي مستمر لإثبات ذاته وتحقيق طموحاته, إختبار يدفعه للتقدم والرقي, للتحضر والإنسانية, أن يختبر نفسه طول الوقت في تعامله مع غيره,كما أن شعوره دوماً بأنه أرقى الكائنات يدفعه لمزيد من التحضر والتطور الذي هو مسئوليته الأساسية كإنسان يملك العقل والوعي, الإختبار الحقيقي للملحد هو أن يحظى بشرف إحترام عقله وإنسانيته .....

4 - كيف تفرّق بين ماهو أخلاقي وماهو غير أخلاقي طالما لا يوجد حلال وحرام ؟

المعيار الأول للأخلاق هو الضرر كما أسلفنا, والضرر يشمل كل ما يؤذي الآخر, وتجنب الإيذاء هو في حد ذاته خير, والإنحياز لأحترام حرية الآخر ومشاعره هو قمة التحضر والإنسانية, أما بالنسبه للمسلم فالوضع يختلف, فما يعتبره المسلم في كثير من الأحيان خير هو شر للآخر بدون أدنى شك, فيعتبر المسلم مثلاً أن دعوة غير المسلمين للإسلام خير, فيما يعتبره غير المسلمين قمة الإهانة لهم والتدخل في حياتهم الشخصية, وبينما يعتبر المسلم أن كره الآخر والدعوة لنبذه خير لدينه يعتبره الآخر حقد وكراهية غير مبرره في وجود حرية التعبد والإعتقاد, أما دعوة المسلم لقتل الإبن أو الأخ في حالة إلحادهم أو تغييرهم لمعتقدهم فهو قمة الخير والرحمه, خير للقاتل لأنه بقتله الكافر والمشرك حتى لو كان أقرب أقاربه سيدخل الجنة ويحظى برضا الرب, ورحمه للضحية حتى لا يرتكب المزيد من الذنوب والمعاصي بكفره وإلحاده, كل ما سبق أفعال أخلاقية بحته للمسلم يرى من خلالها صلاحه وصلاح مجتمعه, أما الملحد فيرى في إحترام الآخر وتقديره لحريته قمة الأخلاقية والتحضر .....

5 - أين المرجعية التي تستند عليها سواء المرجعية الأيدولوجية أو البشرية أو المنهجية ؟

المرجعية موجودة وبكثرة, فمن ناحية توجد الفلسفات بجميع أنواعها بكتبها ومؤلفيها, وهي تغني عن الكتب المقدسة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها, والفلاسفة هم أناس إتخذوا من العقل والحكمة والمنطق نبراساً يسيرون عليه ويضيئون به مجتمعاتهم وينشرون من خلالها نور المعرفة لمواطنيهم, ومن الفلاسفة إلى الحركات السياسية والفكرية لا يختلف الأمر كثيراً فتوجد الشيوعية والرأسمالية والليبرالية كحركات لها أيدولوجية فكرية تسير عليها وتعطي مرجعية قوية يمكن الإستناد عليها كأنظمة حكم سياسية أو إجتماعية, والبديل الطبيعي عن نظام الحكم بما أنزل الله الذي لا يقبل النقاش ولا التطوير ولا الشك هو نظام إنساني متطور يسعى لتقديم وسائل يتعايش من خلالها المواطنين في إطار من الحرية والقانون يضمن الرفاهية والشفافية والنزاهة لأفراد المجتمع, أما بخصوص الروحانيات وطرق تعويضها من خلال إيجاد بديل للمرجعية الدينية فيمكن إعتبار الفلسفات المختلفه مره أخرى أفضل طريقة لتعويض النقص الروحاني الذي قد يحتاجه الإنسان كعلاج نفسي, ولنا في اليوجا مثلاً بديل غاية في الروعة, فمن ناحية هي علاج نفسي وروحي مضمون النتائج, ومن ناحية أخرى لا تستلزم توقيتات معينة لأدائها ولا عواقب لعدم القيام بها, واللبيب بالإشارة يفهمُ ....

إيجاد بدائل للتخلي عن الدين ليست بالمسألة الصعبة إذا تحلينا بالمنطق والعقلانية وإحترام حقوق الإنسان وحريته سواء الفكرية أو الإنسانية, الصعوبة بحق أن نملك شجاعة تغيير ما فرضه علينا الآباء والأجداد من لحظة مولدنا, والتمرد بالطبع على ما فرضه علينا المجتمع من عادات وتقاليد مخلوطة بالدين جعلتنا نعيش في زمن لا يناسب واقعنا .....

الموضوع بالكامل على منتدى الملحدين العرب