الأحد، 2 نوفمبر 2008

أكاذيب إسلامية, الفطرة, التسامح, الاخلاق

يطل علينا كل صباح بوجهه البشوش ليتلو علينا آيات من الذكر الحكيم مفسرا اياها بتفسيرات المفسرين الكبار (ابن كثير-الطبري-القرطبي) اذا وافقت هواه, وإذا وجدها عميقة في التخريف والبشاعة والظلام فسرها بتفسيره الشخصي وله اجرين اذا اصاب واجر اذا اخطا.

وعند المساء يتحفنا الشيخ الاخر بمزايا الاسلام التي لم تتواجد قبله ولن توجد بعده, وهي المزايا التي يقول ان الله قد خص بها اهل الاسلام فقط دونا عن باقي الاديان والمعتقدات والمذاهب والطوائف الاخرى, وهو لعمري تخصيص غاية في الظلم والانحياز والعنصرية.

دوما وابدا, يصر علماء الاسلام ومفكرية ومنظرية ومعتنقيه ومؤيدية بثلاث مزايا تتكرر على اسماعنا بكرة واصيلا بلا ملل او كلل, وفي موضوعنا الحالي نتناول تلك المزايا بالتحليل والتفنيد علنا نفكر بمنظر جديد ونخرج من عباءة (قالوا-سمعنا-العاماء ورثة الانبياء-انتا يعني مين علشان تناقش علماء فاهمين الدين اكتر مني ومنك!), وبالتالي نسمح لعقولنا برحابه في التفكير اوسع وبمنطق جديد قد ينير بعض الجوانب المظلمه من عقولنا المقهورة بالدين وعلمائه, واليكم الآتي:

المزية الاولى:الاسلام دين الفطرة:

عندما يلقيها احدهم في وجهي لافحامي ولصد هجومي ولكسر شوكة منطقي ارد عليه بالسؤال الذي اشتهرت به فيما بعد, ماهو تعريفك للفطرة؟ كم هو سؤال بسيط وسهل وواضح, لكنه للاسف ليس كذلك لمن اسلموا عقولهم لغيرهم يتلاعبون بها كيفما شائوا دون وعي جمعي يفضح توجهاتهم اللااخلاقية.

ماذا عن الفطرة؟

الفطرة هي ما يحتاجه اي كائن حي ليبقيه على قيد الحياة, والتعريف الامثل للفطرة هي الغرائز الضرورية مثل الحاجه للطعام والشراب والجنس والنوم, ومن جهة اخرى هي الغرائز التي لا تحتاج لتعليم او نقل خبرات, فما علاقة الفطرة بدين الاسلام؟

اذا طبقنا التعريف السابق على الاسلام فسنقع في عدة اشكاليات, منها الاتي:

-هل يولد الانسان موحدا بالله مؤمنا بوجوده وايفاده الرسل والكتب الاديان؟

-هل يولد الانسان ميالا للزواج بارع وما ملكت ايمانه من عبيد وجواري وسبايا وسرائر؟

-هل يولد الانسان ولديه ميل فطري للصلاة والصوم والحج؟

-هل يتجه الانسان للقبله فطريا دون توجيه؟

-هل يولد الانسان بفطرة ان النيازك هي قذائف الهية لرجم الشياطين التي تسترق السمع وان الارض ممدودة ومسطحه وان الشمس تجري حول الارض؟


كل تلك الاشكاليات واكثر توضح لنا ان الاسلام لا علاقة له بالفطرة لا من قريب ولا من بعيد, هي فقط تدليسات واكاذيب وتلفيقات علماء الاسلام الذين يحاولون بشتى الطرق اثبات الوهية دينهم حتى لو على حساب عقولهم وعقول مستمعيهم, ولا ننسى ان الاصل في الاجتهاد (على لسان الشيخ يوسف البدري) هو النقل وليس العقل كما قالها واضحه صريحة في قناة الصفوة اثناء حواره مع المجتهد بحق الاستاذ اسلام البحيري.

المزية الثانية: التسامح:

الاسلام دين التسامح والمحبه والاخاء, على العين والراس كل هذا الكلام الرائع, ولكن اين الادله؟

ماهو تعريف التسامح اولا؟

التسامح هو ما يبديه القوي من عطف وسماح تجاه الاخر الضعيف, وهو ايضا القدرة على العفو عند المقدرة, كذلك هو عدم التشدد تجاه الاخر المختلف فكريا او عقائديا, فهل يا ترى يتسم الاسلام بكل ما سبق؟ هل ينظر للاخرين نظرة دونية (فيسمح) لهم ببعض الحقوق على اعتبار انها من شيم عطف القوي المتسامح على الضعيف؟

وهل لنا غير القران اوضح مثال على موقف الاسلام من التسامح؟

وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (البقرة 193)

تفسير إبن كثير :

ثم أمر الله تعالى" بقتال الكفار " حتى لا تكون فتنة" أي شرك" قاله ابن عباس وأبو العالية ومجاهد والحسن وقتادة والربيع ومقاتل بن حيان والسدي وزيد بن أسلم " ويكون الدين لله " أي يكون "دين الله هو الظاهر العالي على سائر الأديان" كما ثبت في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال : سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال" : " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " وفي الصحيحين " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله" " . وقوله " فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين " يقول تعالى فإن انتهوا عما هم فيه من الشرك وقتال المؤمنين فكفوا عنهم فإن من قاتلهم بعد ذلك فهو ظالم ولا عدوان إلا على الظالمين وهذا معنى قول مجاهد أن لا يقاتل إلا من قاتل أو يكون تقديره فإن انتهوا فقد تخلصوا من الظلم وهو الشرك فلا عدوان عليهم بعد ذلك والمراد بالعدوان هاهنا المعاقبة والمقاتلة كقوله " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " وقوله وجزاء سيئة سيئة مثلها " " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " ولهذا قال عكرمة وقتادة الظالم الذي أبى أن يقول لا إله إلا الله .

كما نرى في الآية وتفسيرها وما حواه التفسير من أحاديث تحث على الجهاد في سبيل الله (قتال الكفار) ولإعلاء الدين الإسلامي على غيره من الأديان, وفي نفس التفسير ينتقل إبن كثير من قتال الكفار لإنهاء الشرك إلى الدعوة لقتال من يقاتل المسلمين بعد إنهاء الشرك, أي أنه لا يدعو لقتال المسلمين, الأمر الذي يجعل إتجاه العنف دوماً ناحية غير المسلم حتى يعلن إسلامه فيعصم دمه وماله على المسلمين.

إذاً العنف هنا مبرر, عنف يستخدم القوة في سبيل نشر الفكرة التي لن تنتشر بالإقناع فقط, إنما وجب وجود قوة السلاح إلى جانبها كحافز مسرّع لنشرها ولحمايتها أيضاً ممن قد يعوقون مسيرتها إما من جانب الأديان الأخرى أو لتضارب المصالح, ولكن في نفس الوقت لا يمكن نفي أن العنف في النهاية تم إستخدامه برغم الإختلاف على الأسباب التي دعت إليه.

اما الآية الثانية فهي :

فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة 5)

تفسير إبن كثير :

وقوله " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " أي من الأرض وهذا عام والمشهور تخصيصه بتحريم القتال في الحرم بقوله " ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم " وقوله " وخذوهم " أي وأسروهم إن شئتم قتلا وإن شئتم أسر"ا وقوله " واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد " أي لا تكتفوا بمجرد وجدانكم لهم بل اقصدوهم بالحصار في معاقلهم وحصونهم والرصد في طرقهم ومسالكهم حتى تضيقوا عليهم الواسع وتضطروهم إلى القتل أو الإسلام" ولهذا قال " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم " ولهذا اعتمد الصديق رضي الله عنه في قتال مانعي الزكاة على هذه الآية الكريمة وأمثالها "حيث حرمت قتالهم بشرط هذه الأفعال وهي الدخول في الإسلام والقيام بأداء واجباته ونبه بأعلاها على أدناها فإن أشرف أركان الإسلام بعد الشهادتين الصلاة التي هي حق الله عز وجل وبعدها أداء الزكاة التي هي نفع متعد إلى الفقراء والمحاويج وهي أشرف الأفعال المتعلقة بالمخلوقين" ولهذا كثيرا ما يقرن الله بين الصلاة والزكاة وقد جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة " الحديث وقال أبو إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : أمرتم بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ومن لم يزك فلا صلاة له . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أبى الله أن يقبل الصلاة إلا بالزكاة وقال يرحم الله أبا بكر ما كان أفقهه . وقال الإمام أحمد : حدثنا علي بن إسحاق أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا حميد الطويل عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ; فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها ; لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم " ورواه البخاري في صحيحه وأهل السنن إلا ابن ماجه من حديث عبد الله بن المبارك به . وقال الإمام أبو جعفر بن جرير حدثنا عبد الأعلى بن واصل الأسدي حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده وعبادته لا يشرك به شيئا فارقها والله عنه راض " قال وقال أنس : هو دين الله الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربهم قبل هرج الأحاديث واختلاف الأهواء وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما أنزل قال الله تعالى " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم " قال : توبتهم خلع الأوثان وعبادة ربهم وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ثم قال في آية أخرى " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين " ورواه ابن مردويه ورواه محمد بن نصر المروذي في كتاب الصلاة له . حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا حكام بن سلمة حدثنا أبو جعفر الرازي به سواء وهذه الآية الكريمة هي آية السيف التي قال فيها الضحاك بن مزاحم أنها نسخت كل عهد بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أحد من المشركين وكل عقد وكل مدة وقال العوفي عن ابن عباس في هذه الآية : لم يبق لأحد من المشركين عهد ولا ذمة منذ نزلت براءة وانسلاخ الأشهر الحرم ومدة من كان له عهد من المشركين قبل أن تنزل براءة أربعة أشهر من يوم أذن ببراءة إلى عشر من أول شهر ربيع الآخر وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية قال : أمره الله تعالى أن يضع السيف فيمن عاهد إن لم يدخلوا في الإسلام ونقض ما كان سمي لهم من العقد والميثاق وأذهب الشرط الأول وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال : قال سفيان بن عيينة قال علي بن أبي طالب" : بعث النبي صلى الله عليه وسلم بأربعة أسياف سيف في المشركين من العرب قال الله تعالى " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " هكذا رواه مختصرا وأظن أن السيف الثاني هو قتال أهل الكتاب لقوله تعالى " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " " والسيف الثالث " قتال المنافقين في قوله " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين " الآية . " والرابع " قتال الباغين في قوله " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله " ثم اختلف المفسرون في آية السيف هذه فقال الضحاك والسدي هي منسوخة بقوله تعالى " فإما منا بعد وإما فداء " وقال قتادة بالعكس .

من التفسير السابق لإبن كثير يتضح لنا الكثير والكثير, قتال الكفار (من ليسوا على دين الإسلام أو من لا يطبقون فروضه) يعد ركيزة أساسية من ركائز الدين الإسلامي سواء في نشره أو الحفاظ عليه, وهو ما يحيلنا لمن ينفي على طول الطريق أي تهمه تثبت على الدين الإسلامي العنف, والأدلة عديدة, منها الآيات الواردة في التفسير السابق والأحاديث بل وحادثة حروب الردة التي إستند فيها أبو بكر الصديق للقرآن والسنه كمبرر لممارسة العنف والتصفية تجاه من توقفوا عن دفع الزكاة.

وإذا نظرنا لمبررات إستخدام العنف الإسلامي من منظورنا الإنساني في وقتنا الحاضر سنجد أنها بعيدة كل البعد عن مفهوم حرية الرأي والمعتقد والحق في حياة آمنه دون تهديد.

ولننتقل للآية الثالثة والأخيرة :

قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (التوبة 29)

تفسير إبن كثير :

وقوله تعالى " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " فهم في نفس الأمر لما كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم لم يبق لهم إيمان صحيح بأحد الرسل ولا بما جاءوا به وإنما يتبعون آراءهم وأهواءهم وآباءهم فيما هم فيه لا لأنه شرع الله ودينه لأنهم لو كانوا مؤمنين بما بأيديهم إيمانا صحيحا لقادهم ذلك إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم لأن جميع الأنبياء بشروا به وأمروا باتباعه فلما جاء كفروا به وهو أشرف الرسل علم أنهم ليسوا متمسكين بشرع الأنبياء الأقدمين لأنه من الله . بل لحظوظهم وأهوائهم فلهذا لا ينفعهم إيمانهم ببقية الأنبياء وقد كفروا بسيدهم وأفضلهم وخاتمهم وأكملهم . ولهذا قال " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب " وهذه الآية الكريمة أول الأمر "بقتال أهل الكتاب بعد ما تمهدت أمور المشركين ودخل الناس في دين الله أفواجا واستقامت جزيرة العرب أمر الله رسوله بقتال أهل الكتابين اليهود والنصارى" وكان ذلك في سنة تسع ولهذا تجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتال الروم ودعا الناس إلى ذلك وأظهره لهم وبعث إلى أحياء العرب حول المدينة فندبهم فأوعبوا معه واجتمع من المقاتلة نحو من ثلاثين ألفا وتخلف بعض الناس من أهل المدينة ومن حولها من المنافقين وغيرهم وكان ذلك في عام جدب ووقت قيظ وحر وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الشام لقتال الروم فبلغ تبوك فنزل بها وأقام بها قريبا من عشرين يوما ثم استخار الله في الرجوع فرجع عامه ذلك لضيق الحال وضعف الناس كما سيأتي بيانه بعد إن شاء الله تعالى . وقد استدل بهذه الآية الكريمة من يرى أنه لا تؤخذ الجزية إلا من أهل الكتاب أو من أشباههم كالمجوس كما صح فيهم الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر وهذا مذهب الشافعي وأحمد في المشهور عنه وقال أبو حنيفة رحمه الله" : بل تؤخذ من جميع الأعاجم سواء كانوا من أهل الكتاب أو من المشركين ولا تؤخذ من العرب إلا من أهل الكتاب . وقال الإمام مالك : بل يجوز أن تضرب الجزية على جميع الكفار من كتابي ومجوسي ووثني وغير ذلك ولمأخذ هذه المذاهب وذكر أدلتها مكان غير هذا والله أعلم . "وقوله " حتى يعطوا الجزية " أي إن لم يسلموا " عن يد " أي عن قهر لهم وغلبة " وهم صاغرون " أي ذليلون حقيرون مهانون فلهذا لا يجوز إعزاز أهل الذمة ولا رفعهم على المسلمين بل هم أذلاء صغرة أشقياء كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه " ولهذا اشترط عليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تلك الشروط المعروفة في إذلالهم وتصغيرهم وتحقيرهم وذلك مما رواه الأئمة الحفاظ من رواية عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال : كتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى من أهل الشام بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب منها ولا نحيي منها ما كان خططا للمسلمين وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل وأن ننزل من رأينا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم ولا نأوي في كنائسنا ولا منازلنا جاسوسا ولا نكتم غشا للمسلمين ولا نعلم أولادنا القرآن ولا نظهر شركا ولا ندعو إليه أحدا ولا نمنع أحدا من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه وأن نوقر المسلمين وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا الجلوس ولا نتشبه بهم في شيء من ملابسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا نتكلم بكلامهم ولا نكتني بكناهم ولا نركب السروج ولا نتقلد السيوف ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله معنا ولا ننقش خواتيمنا بالعربية ولا نبيع الخمور وأن نجز مقاديم رءوسنا وأن نلزم زينا حيثما كنا وأن نشد الزنانير على أوساطنا وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا وأن لا نظهر صلبنا ولا كتبنا في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم ولا نضرب نواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيفا وأن لا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء في حضرة المسلمين ولا نخرج شعانين ولا بعوثا ولا نرفع أصواتنا مع موتانا ولا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم ولا نجاورهم بموتانا ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين وأن نرشد المسلمين ولا نطلع عليهم في منازلهم . قال فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه ولا نضرب أحدا من المسلمين شرطنا لكم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا عليه الأمان فإن نحن خالفنا في شيء مما شرطناه لكم ووظفنا على أنفسنا فلا ذمة لنا وقد حل لكم منا ما يحل من أهل المعاندة والشقاق .

ومن الاحاديث الشريفة نأخذ الاتي:

رسول الرحمة لا يلعن ولا يدعو لقتل البشر ممن لم يتبعوه, ويحرم معتقداتهم أياً كانت :

حدثنا هارون بن سعيد الايلي، حدثنا ابن وهب، اخبرني يونس، ومالك، عن ابن شهاب، حدثني سعيد بن المسيب، ان ابا هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ قاتل الله اليهود اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ‏"‏ ‏. صحيح مسلم

وحدثني هارون بن سعيد الايلي، وحرملة بن يحيى، قال حرملة اخبرنا وقال، هارون حدثنا ابن وهب، اخبرني يونس، عن ابن شهاب، اخبرني عبيد الله بن عبد الله، ان عائشة، وعبد الله بن عباس، قالا لما نزلت برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فاذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك ‏"‏ لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ‏"‏ ‏.‏ يحذر مثل ما صنعوا ‏. صحيح مسلم

ومن آداب الحديث مع أصحاب المعتقدات الأخرى أن تصفهم بالسفهاء !!

حدثنا عبد الله بن رجاء، قال حدثنا اسرائيل، عن ابي اسحاق، عن البراء بن عازب ـ رضى الله عنهما ـ قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر او سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب ان يوجه الى الكعبة، فانزل الله ‏{‏قد نرى تقلب وجهك في السماء‏}‏ فتوجه نحو الكعبة، وقال السفهاء من الناس ـ وهم اليهود ـ ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ‏{‏قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم‏}‏ فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعد ما صلى، فمر على قوم من الانصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال هو يشهد انه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانه توجه نحو الكعبة‏.‏ فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة‏. صحيح البخاري

وبالطبع لا يوجد ما يمنع السخرية من معتقدات أصحاب ديانة سماوية على المنبر !

حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، قال سمعت الزهري، يقول اخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، سمع عمر ـ رضى الله عنه ـ يقول على المنبر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم، فانما انا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله. صحيح البخاري


من كل ما سبق يتضح لنا ان القران الذي هو المعبر عن الاسلام كدين, والمفسرين العظام الاوائل الاكثر فهما للاسلام كونهم الاقرب لوقت ظهوره لا يتسمون بالتسامح او المحبه او الاخاء كما يدعي شيوخ العصر الحاضر, الشيوخ الذين عاصروا ميثاق حقوق الانسان والهلال والصليب الاحمر ومنظمات حقوق الانسان والامم المتحدة والمواثيق والاعراف الدولية الحديثة, فقط يتفوهون بما هو كذب وافتراء حتى يخرجوا من مازق الحداثه والتنوير والتحضر الذي يواجه بكل قسوة عنف الاسلام وهجومه تجاه الاخر, فهل يا ترى ما سبق يعبر باي حال من الاحوال عن اكذوبة التسامح الكبيرة؟

المزية الثالثه: الاخلاق:

شيوخ الاسلام بارعين في ربط كل ماهو اخلاقي بالاسلام, ورمي الاخر بكافة الاتهامات التي تصفه باللاخاقية والانحلال والفسق والفجور فقط لانه لا يتبع الاسلام ويأبى ان يكون معياره الاخلاقي الاول, ولكن كيف نفرق بين ماهو اخلاقي وماهو غير اخلاقي بالمجمل حتى نصل للفرق بين الاسلام والاخلاق؟

المعيار الأول للأخلاق هو الضرر, والضرر يشمل كل ما يؤذي الآخر, وتجنب الإيذاء هو في حد ذاته خير, والإنحياز لأحترام حرية الآخر ومشاعره هو قمة التحضر والإنسانية, أما بالنسبه للمسلم فالوضع يختلف, فما يعتبره المسلم في كثير من الأحيان خير هو شر للآخر بدون أدنى شك, فيعتبر المسلم مثلاً أن دعوة غير المسلمين للإسلام خير, فيما يعتبره غير المسلمين قمة الإهانة لهم والتدخل في حياتهم الشخصية, وبينما يعتبر المسلم أن كره الآخر والدعوة لنبذه خير لدينه يعتبره الآخر حقد وكراهية غير مبرره في وجود حرية التعبد والإعتقاد, أما دعوة المسلم لقتل الإبن أو الأخ في حالة إلحادهم أو تغييرهم لمعتقدهم فهو قمة الخير والرحمه, خير للقاتل لأنه بقتله الكافر والمشرك حتى لو كان أقرب أقاربه سيدخل الجنة ويحظى برضا الرب, ورحمه للضحية حتى لا يرتكب المزيد من الذنوب والمعاصي بكفره وإلحاده, كل ما سبق أفعال أخلاقية بحته للمسلم يرى من خلالها صلاحه وصلاح مجتمعه, أما اللاديني او الملحد فيرى في إحترام الآخر وتقديره لحريته قمة الأخلاقية والتحضر , في الاسلام الزواج باربع مباح ومتاح, في غير الاسلام هو شر وايذاء بدني ومعنوي غاية في الخطورة, في الاسلام الرق والعبيد والجواري وملك اليمين حلال في القران والسنه والسيرة, من وجهة نظر العالم الان ان الرق والعبيد هي افعال مخزية في تاريخ البشرية, المسلم في الجنة ان زنى وان سرق, اللاديني لا يعترف بما يسمى الزنا لانه لا ضرر فيه, اما السرقة فهي فعل ضار وغير اخلاقي يضر الاخرين ويؤذيهم.

هنا يظهر لنا الفرق واضح وجلي, الاخلاق الاسلامية لا تتفق بالضرورة مع الاخلاق الانسانية عامة, وبالتالي هي ليست معيار جيد, خاصة اذا تذكرنا ان الحوادث الاربهابية الاسلامية مستقاة بالكامل من القران والسنة والسيرة ولا يمكن ان نصف مرتكبيها بالجهل الاسلامي لان اغلبهم لم يقرا في حياته غير القران وتفاسيره والاحاديث وسيرة الرسول, فهل تلك الاخلاق هي المثالية حتى نتبعها وندعي ان غير متبعيها منحلين وفاسقين ولا اخلاق لديهم؟

اعذروني اذا اطلت عليكم, لكن بلغ الصبر النهاية على اكاذيب شيوخ الاسلام وعلمائه الافاضل.

http://el7ad.com/smf/index.php/topic,38024.msg370481.html#msg370481

هناك 4 تعليقات:

AtheisticMuslim يقول...

انا أرى ان الحدود الأسلامية هي الوجه البشع والكريه للأسلام,, اسألكم بحق الأنسانية: هل في الرجم اي انسانية أو رحمة ؟؟ هل في قطع اليد اي عدالة او رحمة ؟؟ هل في قتل الأنسان لمجرد ان غير دينه بكامل ارادته وحرية تفكيرة اي رحمة ؟؟
الأسلام هو من اغتصب حقوق المرأة وجعلها مجرد جسد بلا ارادة او تفكير أو حتى مجرد أنسان ,,
السؤال الجريء هو: ماذا قدم الأسلام للأنسانية طوال الأربعة عشر قرن الماضية؟؟
لا تقولوا اوجد حضارة وخلق علماء مثل الرازي وابن سيناء .. فهذا اكبر كذبة. اكثر هؤلاء العلماء المسلمون ليسوا الا زنادقة في نظر الاسلام نفسه وموالي ارادوا ان يتفقوا على اسيادهم العرب بتحصيل العلم والرقي بأنفسهم في مجتمعاتهم التي بفضل عنصرية الأسلام ترى ان الموالي اقل شأنا من العرب ..

Unknown يقول...

ان الدين عند الله الاسلام .. وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جائهم العلم بغيا بينهم ...


وانت حر يا أخي .. الله يهديك

Unknown يقول...

أنت البشع....أما الإسلام بريء مما تتآمرووون....
الإسلام بعيد مما تتجرؤون عليه...
هداكم الرحمن....
إذا كنتم لا تمتون للإسلام بصلة...فلماذا تتعبوا أنفسكم وتبحروا في مساائله العظام...
هو أشرف ممما تقووولون...
ولن نسمح لعقول صغيرة لا تفهم التوحيد أن تكتب...عن ديننا ما يهينه...
فهو عزيز من العزيز تعالى...

Alilou يقول...

مسكين أتعبت نفسك بكتابة كل هذا المقال صدقني كلما نرى أناس تبغض الإسلام أكثر نزيد تعلقا به أكثر افعلوا ما تستطيعون و قولوا ما شئتم والله الذي لا إله إلا هو لن تنقصا الإسلام ذرة عزة كلما كان معارضيك و الحاقدين عليك كثر فاعلم أنك على حق يا جاهل يا مفتر يا كذاب يا عبدة الشياطين