الأربعاء، 21 مايو 2008

خواطر في نقد التفكير الإسلامي

لا أعتبر تلك الخواطر أداة للهجوم على الأديان في حد ذاتها أو تقليل من شأن معتنقيها, فقط أحاول قدر الإمكان تقديم نقد لا أعتبره لاذع للطريقة التي يفكر بها كل متدين إعتبر الدين هو المحور والأساس لكل خطوة في حياته, تلك الخواطر هي دعوة لإعادة التفكير في المسلمات وتكسير بعض الأصنام التي إعتدنا عليها دون إعمال بعض العقل بشأنها .....

خمر ونساء وشذوذ:

كل ما يفكر فيه المسلم بشأن دنياه يحيله مباشرة للجنه الموعوده من ربه ورسوله, الحياة بأسرها ما هي إلا محطة لتجميع أكبر قدر ممكن الحسنات لإستثمارها بشكل نفعي بحت بعد الموت, ولكن كيف يجمع المسلم حسناته؟ هذه هي المعضلة الحقيقية التي نتحدث عنها.

للمسلم عدة وسائل لتحصيل ما يثقل كفة ميزان الخير, منها مثلاً أن يتدخل في حياة غيره تحت غطاء شرعي يسمى الدعوة أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الخوف على الآخر من الجحيم وعذابه, ومن الطرق الأخرى التي يستخدمها المسلم ليحصل على تأشيرة دخول الجنه الجهاد في سبيلها (وليس في سبيل الله), فالمراد الأول والأخير من الجهاد والإستشهاد وقتل الأنفس لرفع راية الإسلام هو جنة تجري من تحتها الأنهار وحور عين وغلمان كاللؤلؤ المنثور, ولم نر يوماً أحدهم يحفز زملائه بالموت في سبيل الله حتى يحظون بمغفرته أو رحمته أو لقائه على إنفراد والحظو بشرف التحدث معه بعد أن أنهى مهمته الجليلة على الأرض في سبيله, التحفيز دوماً يأتي من جهة الجنه ونعيمها فقط لا غير.

وقد يفعل المسلم المستحيل لينال كمية من الحسنات تكفيه لدخول الجنه برصيد مطمأن كأنه ينافس غيره فيمن يدخل أولاً ومن سيحتل أعلى مراتب الجنه ومن سيحظى بأدناها, وهو ما يجعله متلهف للموت حتى ينال طعام وشراب من أشهى ما يكون, وعذارى يبلغن الإثنان وسبعون كلما فضضتهم في المساء تستيقظ لتجدهم عذارى من جديد, مع الوضع في الإعتبار أن عملية فض غشاء البكارة ليست بتلك المتعه التي تستحق أن تموت من أجلها ملايين الأنفس, والأدهى والأمر أننا نجد في الجنة كل ما حرمه الله على الأرض, فنجد الخمر (التي إختلف عليها العلماء من كونها مسكرة أم لا, وإذا كانت مسكرة فهي محرمه, وإذا لم تكن مسكرة فهي ليست خمر!), ونجد أن عدد الزوجات يصل لإثنين وسبعين إلى جانب الزوجات الشرعيات من الحياة الأرضية ومضاف إليهن الجواري والسرائر والسبايا وملك اليمين, وهو ما يخالف آية مثنى وثلاث ورباع شرط العدل بينهن, ومن أعجب جوائز الجنه على الإطلاق هي حرية ممارسة الشذوذ وتحت رعاية إلهية كامله, وإلا فهل من تفسير لوجود الغلمان المخلدون؟ مع العلم أن عقوبة اللواط في الإسلام هي الرمي من علِ!, فهل يحلل الله فعل أقيم له حد بواسطته على الأرض (الخمر واللواط)؟ وهل يحلل الله أربع زوجات بشرط العدل ثم يبيح تعدد يصل لأصعاف أضعاف ما قدّره هو مسبقاً, وبدون وضع شروط؟


الإيمان الإسلامي بين الواقع والغيب:

قد أقبل أن يؤمن المسلم بالله دون أن يراه, تلك ليست مشكلة على الإطلاق في ظل تفسير الظواهر الطبيعية بطريقة خيالية إسطورية نتيجة لإحدى عوامل الجهل أوالفقر أوالمرض الذي تعاني منه أغلب الدول العربية أو الإسلامية, ولكن ما لا أقبله على الإطلاق أن يؤمن المسلمون بنبوة إنسان لا يجدون أي دليل على نبوته سوى كتاب غير معلوم من كتبه ومتى وغير مفهوم في كثير من صفحاته! والأعجب أنهم يؤمنون به بتسليم لا رجعة فيه كأن معجزاته ملئت الكون شرقه وغربه, شماله وجنوبه حتى يعجب المرء ممن لا يؤمنون به! وقد تحديت سابقاً أحد المسلمين بأن نفتح قبر الرسول لنرى هل جثته سليمة كما قال هو عن أن الأنبياء لا تأكل جثثهم الأرض أم ستكون تراباً كما أنبئتنا الطبيعة؟ فما كان جوابه إلا "لو قادر على فتح القبرفتفضل بفتحه وسننتظر النتائج!", فهل يصل الإيمان بإنسان لتلك الدرجه التي نتجاهل فيها قوانين الطبيعة في سبيل تمجيده؟


الإيمان بوجود خالق لكل شىء مريح نفسياً لمحدودي العلم وللراغبين في إراحة العقل, أما الإيمان بوجود شخص خارق فعل أفاعيل ضد الطبيعة وبدون تقديم أي أدله على تلك الأفاعيل فهو ما لا يمكن قبوله خصوصاً مع تعطيل كامل للعقل والمنطق يصحبه بالطبع الإيمان بخيالات هذا الشخص وإتباع أوامره دون تفكير لدرجة قتل الأخ والإبن وهجران الزوج تنفيذاً لما قاله!

الشغف بإتباع قائد ملهم أو نبي معجز أو رسول منقذ هو حلم الضعفاء الغير قادرون على الفعل فيحمّلون مسئوليته لغيرهم مع إعطاؤه دفعات معنوية لا نهائية حتى يقودهم لإنتصارات متتالية حتى لو كانت وهمية, والأمثله من التاريخ كثيرة لا تعد ولا تحصى, فمن الإسكندر الأكبر لجنكيز خان لمحمد لهتلر نجد نفس الإسلوب في إتباع القطيع للرجل القوي مع تمجيد وتعظيم وتفخيم غير معتاد, فقط يختلف الأمر من شعوب لأخرى في طريقة التمجيد والتفخيم, الأسكندر الأكبر وجنكيز خان مثلاً لازالوا يعتبرون حتى الآن من أعظم العسكريين في العالم, ولكنهم ليسوا مقدسين ببلدانهم, هتلر الآن يعتبر عقلية عسكرية قائدة فذة, لكن الألمان مثلاً يتوارون خجلاً من أفعاله ولا يكابرون بشأنها, المسلمين لأنهم دائماً متميزون إعتبروا نجاح محمد بجيوشه في إحتلال أراضي الغير مجد بلغ درجة القداسه بل والألوهية (الله نفسه يصلي عليه ويسلم), وصاروا يتبعون سنته ويقدسون سيرته ويهددون بقتل كل من ينتقده دون الوضع في الإعتبار أنه من الممكن أن يكون بشر مثلنا يصح إنتقاده أو عدم الإيمان بكونه من السماء.

بالطبع من الصعب إقناع جماهير المسلمين بإعادة التفكير في قائدهم وملهمهم محمد, ومن المستحيل أن يعيدوا التفكير فيه من جديد من وجهة نظر بشرية إنسانية بحته, فتلك الهاله من القدسية والإعجاز هي من تجعلهم يعيشون دوماً وهم أنهم الأفضل دون الوقوف على أرض حقيقية تدعم هذا الإعتقاد.


الإعجاز العلمي أساس الإيمان:

كلما تناقشت مع مسلم عن الأسباب التي تقنعه بكون الإسلام هو الدين الحق الرباني المنزّل من السماء لم أجد إجابه سوى "ألم تسمع عن الإعجاز العلمي في القرآن؟ هل تريد إثبات أكثر من هذا؟", وهو ما يحيلني مباشرة للسؤال المنطقي جداً من وجهة نظري وهو "وماذا عن مرحلة ما قبل زغلول النجار وإعجازه العلمي؟ هل كان المسلمون غير مؤمنون مثلاً؟", فلا أجد إجابه سوى إلتفاف وتغيير للموضوع كأنه لم يكن!

لولا الإعجاز العلمي في القرآن لما طال النقاش كثيراً بيني وبين المسلمون, فوقتها سيكون اغلب النقاش عن "فلتأتوا بمثله" أو "إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون", وهو بالطبع النقاش الذي لن يصمد طويلاً امام أشعار المتنبي ومسرحيات شيكسبير وكوميديا دانتى أليجري الإلهية والأياذة والأوديسة لهوميروس ورسالة الغفران لأبو علاء المعرّي.

التشبث بوهم الإعجاز العلمي في القرآن هو طوق النجاة الأخير أمام لا معقولية الدين وتناقضه مع تطور الإنسانية وحقوق الإنسان وحرية المرأة, بل وحتى طوق النجاة الأخير هذا كان-لحسن الحظ- سبب في إلحاد أو لا دينية على الأقل العديد من المسلمين الذين رأوا في الإعجاز العلمي تناقض مع العلم الحديث واضح وصريح, وصار ربط القرآن بالعلم هو وسيلة الجاهلين بأسس العلم (وهم كثر في العالم الإسلامي) للإقتناع بصحة دينهم أو الذين يستغلون الدين في التربح والشهرة بواسطة ربطه بالعلم لتخدير العقول المغيبة أو لإضافة بعض الإثارة والتشويق لدين كان قد قارب على الإنتهاء لولا تلك الخدعه الجهنمية الإعجازية.


تسلسل التفكير الديني ونتائجه:

تفكير الإنسان المتدين دائماً ما يبدأ من نقطة إنطلاق إسطورية غير مستندة على حقائق ليصل في النهاية لنتيجة لا تمت بصله للواقع الذي يعيش فيه, ولتفسير هذا التسلسل في التفكير نأخذ مثال بسيط ....

البداية : يقول المسلم أن دينه هو الحق وهو الخاتم.

ثم : لابد أن ينتشر في كل بقاع الأرض.

وبعد : وأعدوا لهم ما إستطعتوا.

عندها : الإسلام أو الجزية أو القتال.

النتيجة : فرض الإسلام قسراً سواء بالقتال أو بالدعوة أو بالإرهاب.

مثال آخر .....

البداية : آدم هو أول المخلوقات.

ثم : الإنسان هو خليفة الله على الأرض بتسلسل الرسل والأنبياء.

وبعد : بتتبع أعمار الأنبياء نجد أن عمر الإنسان على الأرض لا يزيد على عشرة آلاف عام.

عندها : نكتشف أن عمر الإنسان بشكله الحالي حوالي مليونان من السنوات, وأنه كانت تعيش قبله كائنات لا حصر لها تسمى الديناصورات وغيرها بالطبع, ثم تأتى نظرية التطور لتوضح ما خفى.

النتيجة : يقتنع المسلم بأن العلم ضد الدين لأنه يتناقض مع حقائقه, وبالتالي يرتكن لإهمال العلم الذي سيزعزع دينه في سبيل كليات الشريعة والقانون والفقه والدعوة.

مثال أخير .....

البداية : كل من هو غير مسلم كافر.

ثم : الكفرة مصيرهم جهنم حمراء مخلدون فيها لا ينتهي عذابهم.

وبعد : نساءهم حلال وأموالهم حلال وقتلهم جهاد في سبيل الله لننال جنة الخلد.

عندها : الكره فريضة, وتضييق الطريق عليهم سنه, وعدم مصافحتهم إلتزام, ومعاملتهم كمواطنين درجه ثانية واجب, ودعوتهم للإسلام بشكل مستمر جهاد, وإتخاذهم أصدقاء فتنه تؤدي بصاحبها لأن يحاسب على دين خليله.

النتيجه : فتنة طائفية, تمييز عنصري, تحريض على الكراهية والقتل, إضطهاد, تهديدات, فرض للأمر الواقع, تبريرات منطقية لكل ما سبق.

كل تلك الأمثله إن دلت على شيء فهي تدل على أن البدايات الخاطئه لابد لها من نهايات خاطئه تهدد منظومة العقل المسلم بالكامل وتعيقه عن التطور وتعزله عن مجريات ما يحدث حوله في العالم, وهنا لابد من إعادة النظر في تلك البدايات وتصحيحها حتى نرتقى بتلك العقلية بغض النظر عن إستمرار إيمانها بالدين أو الإتجاه للبدائل التي سبق وأن تكلمنا عنها في هذا الموضوع (البدائل المتاحه في حال إلغاء الديانة)

تحياتي ....

هناك تعليقان (2):

AtheisticMuslim يقول...

اخ نيو
اسمح لي ان ابدي عن اعجابي بتفكيرك الحر وبعقلك المستنير. انا جدا فخور بان العالم العربي يوجد به اناس من امثالك من رموا بافكار الجهل والتخلف التي مصدرها الأديان وخصوصا الأسلام الذي هو اسؤها جميعاً وراء ظهورهم.
انا ملحد عربي اعيش في امريكا.
لك تحياتي

رسول الإنسانية يقول...

أشكرك صديقي على تعليقك الذي أثلج صدري بحق....

أتمنى أن تشرفني دوماً في مدونتي المتواضعه بتعليقاتك......

تحياتي